تامل من سفر اللاويين 2 ++ تقدمة القربان ++ ابونا تادرس يعقوب


تامل من سفر اللاويين 2  ++ ابونا تادرس يعقوب
 تقدمة القربان

 إن كانت ذبيحة المحرقة تقدم رائحة السيد المسيح المصلوب في طاعته الكاملة للآب، فإن تقدمة القربان بكل أنواعه تكشف عن جانب آخر من جوانب عمل السيد المسيح الخلاصي، وهو أنه فيما تقدم الكنيسة ذبيحة المسيح للآب للرضا عنها يقدمه الآب للكنيسة كسرّ حياتها الجديدة وموضوع شبعها، الآب يفرح بطاعة الابن الوحيد الجنس والكنيسة تفرح بابن الله المتجسد الذبيح كواهب حياة أبدية ومشبع حياتها.

هذا وقد ارتبطت التقدمات الطعامية بالذبائح الدموية لتأكيد الحاجة إلى دم الفادي للخلاص.

 1. تقدمة من الدقيق:

"وإذا قرب أحد قربان تقدمة للرب يكون قربانه من دقيق، ويسكب عليه زيتًا ويجعل عليه لبانًا" .

يعلق العلامة أوريجانوس على كلمة "أحد" إذ جاءت في اليونانية "نفس". فيرى أن ذبيحة المحرقة هي ذبيحة الإنسان الروحي الذي يقدم ذبيحته على مذبح الرب فتتقبلها النار المقدسة بكاملها، أما الإنسان "النفساني" الذي قيل عنه هنا "إذا قربت نفسي"، وهو إنسان ليس بروحي ولا في نفس الوقت بجسداني، لا يمتص قلبه بالروحيات ولا يميل بجسده للرجاسات لكنه إنسان منهمك في المشاغل اليومية التي تلهيه عن أبديته. هذا هو الإنسان النفسي أو الطبيعي الذي يقول عنه الرسول: "الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأن عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه إنما يُحكم فيه روحيًا، أما الروحي فيحكم في كل شيء" (1 كو 14: 15). مثل هذا إذ يقدم تقدمة قربان للرب من الدقيق ومن خبز الفطير، أي يقدم حياته اليومية العادية يحتاج إلى زيت المراحم الإلهية لتسحبه من ارتباكات الحياة.

 كأن العلامة أوريجانوس يود أن يقول إن كنت عاجزًا عن أن تقدم كل حياتك مكرسة للرب كمحرقة فقدم عملك اليومي مقدسًا له كقربان دقيق أو فطير صارخًا لله أن يسكب فيك زيت رحمته بلا انقطاع حتى لا يلهيك العالم عن أبديتك.

ويقدم كثير من الآباء تفسيرًا آخر للتقدمة، إذ يرون فيها "حياة السيد المسيح" كعطية الآب لنا، فيه ننعم بالشركة مع الآب ونتمتع بالسلام الفائق، خاصة وأن كلمة "قربان" في العبرية تعني "منحة" أو "هبة" أو "هدية". فالسيد المسيح هو عطية الآب لنا، وحياته فينا هي عطيته المجانية. وقد جاء طقس التقدمة يكشف عن هذا المفهوم بوضوح، والذي يمكن إبرازه في النقاط التالية:

 أولًا: يقدم الإنسان دقيق قمح فاخر للكهنة بني هرون بأسم الرب، فيأخذ الكاهن مقدار قبضة يده ليقدمه مع زيت وكل اللبان على النار، فيتقبل الله هذا القليل الذي هو ملء القبضة "وقود رائحة سرور للرب"

كتذكار من الشعب لله على إحساناته. أما بقية التقدمة من دقيق وزيت فمن نصيب الكهنة: "لهرون وبنيه، قدس أقداس من وقائد الرب".


إن كان الدقيق الفاخر يُشير إلى السيد المسيح "خبز الحياة" (يو 6: 35)، فإن الكاهن إذ يأخذ ملء قبضة يده ليقدمه مع زيت وكل اللبان إنما يمثل الكنيسة التي ليس لها ما تقدمه للآب عطية من جانبها سوى ذاك الذي نزل إلينا وصار كواحد منا، كمن في يد الكنيسة وليس كغريب عنها. إنها تجد فيه تقدمة للآب فتحمله إليه لتتقبل منه رضاه ومسرته. "المسيح المصلوب" هو ذبيحة الكنيسة وتقدمتها خلاله تقدم عبادتها من تسابيح وطلبات وصلوات ومطانيات وأصوام... وبدونه لا تقدر أن تبسط يديها لتتعبد.

 وفيما هي تقدم هذه التقدمة الفريدة إذا بها تتقبل السيد المسيح نفسه في حياتها "قدس أقداس"، تتناول جسده ودمه المبذولين كسرّ حياتها وشعبها الروحي. إن ربنا يسوع المسيح كوسيط عنا بدمه أرسله الآب إلينا ليقدم حياته بإسمنا وفي نفس الوقت نقبله في حياتنا عطية إلهية تشبع الأعماق!

 ثانيًا: إن كان مسيحنا القدوس قد صار خبزًا ليشبع نفوسنا به، فإن سكب الزيت عليه  يُشير إلى مسحه بروحه القدوس أزليًا كمسيح الرب الذي كرس عمله لخلاصنا، ليقوم بدوره كرئيس كهنة أعظم سماوي يشفع بدمه عنا لغفران خطايانا.

إسم "المسيح" مشتق من "المسحة"... بأي زيت مُسح إلاَّ بزيت روحي؟! فالزيت المنظور هو علامة، أما غير المنظور فهو السرّ، وهو داخلي.

مُسح الله لأجلنا وأرسل، فصار إنسانًا مع بقائه هو الله+++ القديس أغسطينوس

لم يُمسح المسيح بزيت بل بالروح. يقدم لنا الكتاب المقدس أمثلة لدعوة البعض مسحاء، لكن الموضوع الرئيسي هو المسح بالروح، وقد استخدم الزيت (كرمز) من أجله. ++القديس يوحنا الذهبي الفم

 دُعى هرون مسيحًا بسبب المسيحية، التي لما استخدمت روحيًا صارت تناسب اسم الرب الممسوح بالروح بواسطة الآب، وكما هو مكتوب في سفر الأعمال: "لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته" (أع 4: 27). وهكذا بالنسبة لنا يُمسح الجسد لكن النفع الروحي، وذلك كما في المعمودية نفسها حيث يغطس الجسد في الماء لكن فاعليتها روحية حيث نتحرر من الخطايا ++ العلامة ترتليان

 ثالثًا: إن كان مسيحنا القدوس يُقدم لنا خبزًا سماويًا يشبع النفوس قد مسحه الآب لخلاصنا وشبعنا بروحه القدوس، فإننا نحن أيضًا إذ نتحد به نصير أشبه بخبز تقدمه للرب، ننعم في استحقاقات دمه بالمسحة المقدسة، مسحة روحه القدوس الذي يسكن فينا ويقدسنا ويكرس قلبنا وكل طاقتنا لحساب مملكته السماوية، فنحسب قطيع المسيح وجنده الروحيين الحاملين سمته فينا وعلى جباهنا... لا نخاف الخطية ولا نرهب إبليس الذي يحطمه ربنا تحت أقدامنا.

 العلامة التي تتسمون بها الآن هي علامة إنكم قد صرتم قطيع المسيح ++ الأب ثيؤدور المصيصي

 كما يطبع الختم على الجند هكذا يطبع الروح القدس على المؤمنين ++ القديس يوحنا الذهبي الفم

إذ قدم السيد المسيح نفسه على الصليب محرقة حب وتمجّد وهبنا إمكانية سكب هذا الزيت علينا كعطية مجانية يقدمها لكنيسته من عند الآب، إذ قال لتلاميذه "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد ليّ" (يو 15: 26). هذا الزيت الجديد الذي وهبه السيد المسيح لعروسه من عند الآب بعد صعوده هو السند لها في غربتها على الأرض، به تُغفر الخطايا في استحقاقات الدم، وبه يتقوى المؤمنون في جهادهم الروحي ضد الخطية...

وكما يقول القديس أمبرسيوس: للكنيسة زيت به تضمد جراحات أبنائها لئلا تتعمق أكثر. للكنيسة الزيت الذي تتقبله سرًا! بهذا الزيت غسل أشير قدميه، إذ قيل: "مبارك من البنين أشير، ليكون مقبولًا من إخوته، ويغمس في الزيت رجله" (تث 33: 24). به تدهن الكنيسة عنق أبنائها فيحملون نير المسيح، وبه تدهن الشهداء لتنقيهم من تراب هذا العالم. به تدهن المعترفين أيضًا فلا ينهاروا من الآلام ولا يسقطوا تحت القلق ولا تؤذيهم حرارة هذا العالم.

إنها تدهنهم بالزيت السماوي! أما المجمع اليهودي فليس له هذا الزيت، إذ ليس له زيتون، ولا يفهم الحمامة التي رجعت بعد الطوفان تحمل غصن الزيتون (تك 8: 11)، إذ نزلت هذه الحمامة بعد ذلك عندما اعتمد المسيح واستقرّت عليه، كما شهد بذلك يوحنا في الإنجيل، قائلًا: "إنيّ قد رأيت الروح نازلًا مثل حمامة من السماء فاستقرت عليه" (يو 1: 32). كيف يرى الحمامة من لا يرى ذاك الذي نزلت عليه الحمامة؟!

بهذا الزيت الذي أعطى للكنيسة يلين قلب المؤمن ليحمل لطفًا ومحبة وعوض القساوة، بهذا اللطف تقبل تقدماته وعطاياه. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم عن الإنسان الذي لا يسلك بالروح القدس: كما أن الحجر لا يخرج زيتًا، هكذا لا تنتج القساوة لطفًا، فإن كان للعطاء جذر قساوة كهذه فلا يُحسب عطاءً.

 مرة أخرى يتحدث عن فاعلية هذا الزيت الذي بدونه تفقد مصابيحنا الداخلية قيمتها وبهاءها، فيقول:لنسكب في هذه المصابيح زيتًا حتى يصير اللهيب أكثر بهاءً ويظهر نورًا عظيمًا. فإن هذا الزيت لا يحمل قوة عظيمة هنا فحسب وإنما حتى عندما ترتفع به الذبائح تصير مقبولة، إذ قيل: "أريد رحمة لا ذبيحة" (مت 12: 7، هو 6: 6).

 إن كان الروح القدس هو الزيت الروحي الذي به تلين قلوبنا عن قسوتها وتمتلئ حبًا، وبه تلتهب مصابيحنا الداخلية بالنور الإلهي فتصير تقدماتنا وذبائحنا مقبولة لدى الله، فإن الخطاة أيضًا لهم زيتهم الذي يسكبونه لخداع البسطاء، يحمل روح إبليس المخادع المتملق، لذا يقول المرتل: "زيت الخاطئ لا يدهن رأسي" (مز 141).

ويعلق القديس أغسطينوس على هذه العبارة بقوله: لا تنمو رأسي بالتملق، فإن المديح في غير محله هو تملق، إنه زيت الخاطئ...! ليكن لكم زيت في داخلكم فلا تطلبون زيت الخاطئ.

 بمعنى آخر لتمتلئ مصابيحنا بزيت الروح القدس الذي نلناه في مسحة الميرون فلا نشتهي زيت الشر المخادع!

 رابعًا: عند التقدمة يقدم الكاهن كل اللبان ، فإن كان يتقبل مع إخوته الكهنة الدقيق والزيت المتبقيان لكنه يلتزم بتقديم كل اللبان. فإن كان ترك الدقيق والزيت يُشير إلى تمتعنا بجسد الرب خبز الحياة ومسحة الروح القدس، فاللبان هو يشير إلى الصلاة (مز 141: 2) والعبادة، فلا يجوز لنا أن نبقي لأنفسنا شيئًا، إذ نقدم كل عبادة لله وحده خلال المذبح!

خامسًا: بقوله "قدس أقداس من وقائد الرب" ، يعني أنها كاملة القداسة، لا يأكلها سوى الكهنة وحدهم فهي من نصيبهم دون نساءهم، يأكلونها في دار خيمة الاجتماع وهم مقدسون... لا يمسها أحد أو شيء غير مقدس!

إن كانت التقدمة تُشير إلى جسد ربنا يسوع المسيح، خبز الحياة، فلا يجوز أن يتناوله إلاَّ من نال الكهنوت العام خلال المعمودية (سبق لنا الحديث عن الكهنوت العام الذي يشترك فيه كل المؤمنين والكهنوت الخاص بسرّ الكهنوت لممارسة الأسرار الكنسية). لا يأكله إلاَّ الذكور أي المجاهدين غير المدللين، يأكلونه وهم مقدسون بالرب خلال التوبة والاعتراف، يأكلونه في الخيمة المقدسة أي خلال كنيسة الله المقدسة.

حينما يقال عن الأنصبة أنها "قدس" فقط وليس "قدس أقداس"، تكون من نصيب الكهنة وعائلاتهم، ولا يشترط أن تؤكل في دار خيمة الاجتماع، وذلك كباكورات الزيت والخمر وأنصبتهم من ذبائح عيد الفصح ومن ذبائح السلامة في الأعياد وغيرها (لا 23: 20، عد 6: 20).

 2. تقدمة من المخبوز في تنور:

النوع الثاني من التقدمات هو الفطير سواء كان مخبوزًا في تنور (فرن) على شكل أقراص ملتوتة (معجونة) بالزيت، أو بكونه رقاقًا مدهونًا بالزيت... ويشترط فيهما ألاَّ يُستخدم الخمير.

في التقدمة السابقة كان الزيت يُسكب على الدقيق إشارة إلى المسحة المقدسة بالنسبة للسيد المسيح الممسوح أزليًا بروحه القدوس، أما بالنسبة لنا ففيه صار لنا حق المسحة بالميرون كأعضاء جسده المقدس نحمل روحه فينا. أما في هذه التقدمة فالزيت يعجن به الفطير أو يدهن به الرقاق. العجن بالزيت يُشير إلى عمل الروح القدس في التجسد الإلهي، إذ قيل لها: "الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العلي تظللك" ودهنه بالزيت يُشير إلى أنه ممسوح لخلاصنا... أما دخوله التنور فيُشير إلى احتماله نار الآلام من أجلنا.

 3. تقدمة من المخبوز على الصاج:

النوع الثالث من التقدمة هو أيضًا فطير مخبوز لا في فرن وإنما على صاج أي على لوح من الحديد أو النحاس... وكانت التقدمة تفتت ويُسكب عليها زيت.

 4. تقدمة من الطاجن:

هذه التقدمة من الدقيق المطبوخ في طاجن أي في إناء فخاري ربما يُشير إلى السيد المسيح الذي تأنس في أحشاء البتول بكونها الإناء الفخاري الذي تقدس ليتحقق فيها تجسد كلمة الله (الدقيق الفاخر) بالروح القدس (الزيت).

وقد اشترط في هذه التقدمات جميعًا ألا يستخدم الخمير والعسل مادامت توقد على المذبح، وإنما يستخدم الملح، ويعلل ذلك للأسباب الآتية:

أولًا: كثيرًا ما يُشير الخمير إلى الشر الذي يؤثر على الآخرين كخمير وسط العجين، ولما كان السيد المسيح ليس فيه عيب إنما حمل شرورنا نحن وخطايانا لهذا ففي سرّ الأفخارستيا يُستخدم الخبز المختمر الذي يدخل النار إشاره إليه كحامل خطايانا خلال نار صليبه.

ثانيًا: يرمز العسل إلى الملذات الزمنية، فلا ننعم بالشركة مع الله في ابنه الذبيح مادمنا نحيا في ملذات العالم بروح التدليل.

وكما يعلق القديس جيروم على عدم تقديم العسل إذ يقول: لا يُسر الله بالأمور اللذيذة والحلوة، إنما يطلب أن يكون الإنسان جادًا يعمل بتعقل، إذ يليق أن يؤكل الفصح على أعشاب مرة (خر 12: 8) .

ثالثًا: يستخدم الملح في حفظ الطعام من الفساد، وكأن الله إذ يرفض الخمير والعسل بينما يطلب الملح يود ألا تتعرض تقدماتنا للفساد خلال الإختمار بالخميرة أو العسل إنما تحفظ بالملح من الفساد. هذا الحفظ يُشير إلى حفظنا العهد مع الله بلا فساد. ولعله لهذا السبب اعتاد الناس في الشرق عند إقامتهم العهد أن يأكلوا ملحًا مع الطعام إشارة إلى حفظ عهد المحبة ثابتًا. وقد شُبه المؤمنون بالملح أيضًا .

يتحدث القديس جيروم عن استخدام الملح في الذبائح فيقول: الملح جيد لذا يجب أن تُرش كل تقدمة به، كما يقول الرسول الوصية: "ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحًا بملح" (كو 4: 6)، ولكن "إن فسد الملح يطرح خارجًا" (مت 5: 13)، فيفقد قيمته تمامًا ولا يصلح حتى لمزبلة، بينما يجلب المؤمنون سمادًا يغني تربة نفوسهم القاحلة.

 5. تقدمة الباكورات من الفريك:

"وإن قربت تقدمة باكورات للرب ففريكًا مشويًا بالنار، جريشًا سويقًا (ناعمًا) تقرب تقدمة باكوراتك، وتجعل عليها لبانًا. إنها تقدمة!".

يربط العلامة أوريجانوس بين هذه التقدمة ويوم الخمسين أي عيد العنصرة، إذ كانت الباكورات تقدم حسب الناموس في عيد الحصاد أو يوم الخمسين (خر 23: 16، تث 16: 9)، إذ يقول: نال اليهود الظل في ذلك اليوم (عب 10: 1) أما الحق فحفظ لنا. لأنه في يوم الخمسين بعد تقدمة الصلوات نالت كنيسة الرسل الباكورات من الروح القدس بحلوله عليها (أع 2: 4).

كانت بالحقيقة تقدمات جديدة، إذ كان كل شيء جديدًا... كان الرسل ملتهبين بالنار، لأن ألسنة من نار كانت منقسمة على كل واحد منهم (أع 2: 3) منقسمة في الوسط لتفصل الحرف عن الروح. لقد قيل هنا "مشويًا بالنار" أي نقيًا للغاية، لأن حضور الروح القدس ينقي من الأدناس بمنح غفران الخطايا. على هذه الذبيحة يسكب زيت المغفرة ويوضع عليها اللبان ذو الرائحة الجميلة لنصير به "رائحة المسيح الذكية" (2 كو 2: 15) .

في ختام حديثنا عن تقدمة القربان ككل نود أن نؤكد أن نصيبًا منها دائمًا كان يقدم على المذبح ليحرق فيختلط بدم الذبائح المقدمة بلا انقطاع، فلا تحرم التقدمة من فاعلية الدم المقدس لغفران الخطايا.