محبة الله للاطفال +++ البابا شنودة الثالث

من كتاب  المحبة قمة الفضائل +++ البابا شنوده الثالث

محبة الله للاطفال

ولنبدأ بمحبة الرب للأطفال واهتمامه بهم.
إن الله يحب الأطفال. يحب فيهم البراءة والبساطة وعدم التعقيد وعدم الرياء.. وهكذا يقول (الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال، فلن تدخلوا ملكوت السموات) (مت18:3). وفي ترجمة King James للإنجيل، يقول عن الأطفال (Little Children). وفي إنجيل معلمنا لوقا يقول (من لا يقبل ملكوت السموات مثل ولد (as a little child)، فلن يدخله) (لو18:17).

ويقول أيضًا من قبل ولدًا (Child) واحدًا مثل هذا، فقد قبلني) (مت18:5) (لو9:48).

وقد دافع الرب عن الأطفال.

فقال (من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحي، ويغرق في لجة البحر) (مت18:5) (لو17:2) وقال إنه ليست مشيئة أبيكم الذي في السموات أن يهلك أحد هؤلاء الصغار (مت 18:14). ودافع الرب عن الأطفال يوم أحد الشعانين.

وقال للمحتجين عليهم (أما قرأتم قط إنه من أفواه الأطفال والرضعان هيأت تسبيحًا) (مت21:16) (مز8:2).

كان الرب يحب الأطفال ويحتضنهم (مر10:16).

ولما كانوا يمنعونهم عنه استصغارًا لهم، كان يقول (دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات) (مت19:14) (مر10:14). وكان الرب أيضًا يقول (انظروا، لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار).

وقد اختار الرب أطفالًا للنبوة والخدمة ولمسئوليات خطيرة:

اختار الطفل صموئيل، وناداه باسمه ثلاث مرات، وحمله رسالة يبكت بها عالي الكاهن في المرة الرابعة. نعم كلمة الرب وقت قيل عنه (وكانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام) (1صم3:1-14). وجميل أنه قيل عن صموئيل (وكان صموئيل يخدم أمام الرب وهو صبي، متمنطق بأفود من كتان. وعملت له أمه جبه صغيرة) (1صم2:18،19).

وكما اختار الرب صموئيل الطفل. اختار الرب إرميا الطفل أيضًا.

وقال له (قبلما صورتك في البطن عرفتك. وقبلما خرجت من البطن قدستك جعلتك نبيًا للشعوب) (أر1:5). ولما اعتذر إرميا الصغير يقوله (آه، يا سيد الرب. إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد)، شجعه الرب قائلًا (لا تقل إني ولد.. لا تخف من وجوههم، لأني أنا معك لنقذك.. ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر، قد وكلتك اليوم علي الشعوب وعلي الممالك، لتقلع وتهدم.. وتبني وتغرس) (أر1:7-10).

ويشجع الرب هذا الصبي الصغير، ويقول له (هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة، وعمود حديد، وأسوار نحاس، علي كل الأرض، لملوك يهوذا ورؤسائها وكهنتها ولشعب الأرض، فيحاربونك ولا يقدرون عليك. لني أنا معك - يقول الرب لأنقذك) (أر1:18،19).

حقًا ما أعجب محبة الرب للصغار، وتشجيعه لهم.

كل هذه المسئوليات والوعود يقدمها للصبي الصغير إرمياء، الذي عرف الرب قلبه قبل أن يولد.. حقًا، (سبحوا الرب أيها الفتيان، سبحوا الرب) (مز113).. الرب يرفع معنويات الصغار، ويعينهم في مسئوليات قد تبدو فوق مستواهم.
ولكنه إلي جوارها عبارة (لا تخف. أنا معك).

وإذا بالصغير - نتيجة لمحبة الله - يصبح أكبر من الكبار!!
يوسف الصديق كان أصغر اخوته. ولكن الله في محبته له أظهر هذه المحبة في أحلام، وفيها الدلالة علي أن أخوته سوف يأتون ويسجدون له.. (تك37:5-10). صار المتسلط علي كل مصر، بل جعله الله أبًا لفرعون وسيدًا لكل بيته (تك45:8).


ومثل يوسف الصغير الذي احبه الله وباركه، هكذا كان داود أصغر أخوته.

حدث أن يسى البيتلحملي قد أبناءه السبعة الكبار إلى صموئيل النبي، ليأخذ منهم من يختاره الرب. ولم يختر الرب واحدًا من كل هؤلاء. وقال يسى (بقي بعد الصغير. وهوذا يرعي الغنم) (1صم 16: 11). هذا الصغير الذي لم يعفه أبوه من رعي الغنم في ذلك اليوم، ليحضر معهم إلى الذبيحة ويري النبي العظيم، نعم هذا الصغير هو الذي أمر الرب نبيه أن يمسحه ملكًا (فمسحه وسط أخوته.. وحل روح الرب علي داود من ذلك اليوم فصاعدًا) (1صم16: 13)

ولنذكر أيضًا في محبة الله للصغار: عنايته بالطفل موسى، وبالطفل يوحنا.

موسى الطفل الذي كلن معرضًا للموت مثل سائر الأطفال، وحسب أمر فرعون للقابلتين (خر1: 16).. يرسل له الله ابنة فرعون، فتراه في سفط علي جانب النهر فتحن عليه، وتأخذه إلى القصر الملكي وتتبناه، وتأتي بأمه لترضعه..

ويكبر موسى ويصير نبينًا.

كذلك يوحنا بن زكريا، كان معرضًا في طفولته أن يقتل مثل سائر أطفال بيت لحم.. كيف اعتني به الله فعاش، وصار أعظم من نبي، بل أعظم من ولدته النساء، وصار أيضًا الملاك الذي يهيئ الطريق قدام السيد المسيح (مت11: 9-11).. حقًا ما أعجب محبة الرب للأطفال..