من كتاب المحبة قمة الفضائل +++ البابا شنوده الثالث
العطاء مثلًا، يوزن بمقدار الحب الذي فيه.
ليس بكثرة المقدار، وإنما بكثرة الحب. والعطاء المادي الذي تقمه، يجب أن تقدم فيه حب، يظهر في مشاعر قلبك.
وفي ملامح وجهك، لأن المعطي المسرور يحبه الرب (2كو 9: 7).
لأنة من الجائز أن إنسانًا يعطي بدون رغبة، وهو متضايق، أو وهو محرج أو مضطر أو مضغوط علية، أو وهو غير مقتنع بأن يدفع. فهو يعطي وهو متذمر في قلبه.؟ ليس مثل هذا العطاء مقبولًا عند الله.
هناك فرق بين إنسان يعطي المساكين، وإنسان يحب المساكين فيعطيهم هذا الذي يحبهم هو الأفضل، حتى لو لم يكن له ما يعطيه.. لأن الله ينظر إلى القلب قبل اليد.
أن أجمل ما في العطاء، أن تشعر بلذة وأنت تعطي، لا تقل عن فرح الذي تعطيه. إن الأم تشعر بفرح حينما يرضع طفلها منها. فهي تعطيه حبًا قبل أن تعطيه لبنًا، أو هي تعطيه الأمرين معًا.. كذلك من يعطي المحتاج عن حب، وبحب، ويفرح بإعطائه.
وهنا يبدو الفارق بين الثراء الذي يعطي، والمحبة التي تعطي.
أنك حينما تعطف علي شخص، أنما تشعر بلذة في العطف عليه، ربما أكثر من اللذة التي يشعر بها ذلك الشخص الذي نال العطف منك. فأنت تأخذ حينما تعطي، كما يأخذ الذي تعطيه. قال أحد الأدباء "سقيت شجيرة كوبًا من الماء.
فلم تقدم لي عبارة شكر واحدة. ولكنها انتعشت فانتعشت".