مختارات من اقوال الانبا انطونيوس 1

مختارات من اقوال الانبا انطونيوس 1

المعرفة مرذولة لدى الجاهل


كما أن السُّذَّج وغير المتعلمين يستهزئون بالعلوم ويرفضون الاستماع إلى شيء منها، لأن المعرفة عندهم جهالة، لهذا يودّون أن يكون الكل جهلاء مثلهم، هكذا أيضًا المنحلّون في حياتهم وأ
خلاقهم لهم شوق عظيم أن يكون الكل أشر منهم، ظانّين أنهم بهذا يجدون عذرًا لأنفسهم باعتبار أن الأشرار كثيرون.++ الانبا انطونيوس


اجتناب الأشرار


العاقل (بالمعنى الوارد في الفقرة الأولى) أو من يكون قد شرع في إصلاح نفسه، هو وحده الذي يليق به أن يدعى إنسانًا... لأن هذه الصفة (عدم القابلية للإصلاح) لا تليق بالإنسان. ومثل هذا الإنسان يجب اجتنابه.أولئك الذين يرضون بالإثم لا يكون لهم نصيب بين الخالدين.الانبا انطونيوس


التعقل والحرية


ليس الأحرار، هم الأحرار بحسب مركزهم، بل الذين هم بحق أحرار في حياتهم وطباعهم. فمثلًا لا يجوز لنا أن ندعو المشهورين والأغنياء أحرارًا متى كانوا أشرارًا وشرسين، لأن مثل هؤلاء عبيد الشهوات الجسدية.حرية النفس وطوباويتها، هما ثمرة النقاء الحقيقي والازدراء بالزمنيات.+++ الانبا انطونيوس


من هم العقلاء؟


يُدعى الناس عادة "عقلاء"، مع سوء استخدام كلمة "عقلاء". فالعقلاء ليسوا هم الذين يدرسون أقوال الآباء الحكماء الأولين وكتاباتهم، بل من كانت نفوسهم عاقلة، تقدر أن تميز بين ما هو خير وما هو شر. فيجتنبون ما هو شر ومُضّر للنفس، ويحرصون بحكمة على ما هو خير ونافع للنفس ويمارسونه بشكر عظيم لله.


هؤلاء وحدهم بحق الذين يجب أن ندعوهم "عقلاء".++ الانبا انطونيوس
 
 
إيّاك والغلظة في الحديث، فإن التواضع والعفة من سمات العقلاء...

الفكر المحب لله نور يضيء للنفس، كما تضيء الشمس للجسد.++ الانبا انطونيوس

التعقل والمناقشات الغبية

عندما تلتقي بإنسان محب للمجادلات، ويبدأ يجادل معك فيما هو بديهي وحق، اقطع الحديث وانسحب سريعًا، إذ تَحوَّل ذهنه إلى حجر.فكما أن الماء يفسد أجود أنواع الخمور، هكذا المناقشات الغبية تفسد الفضلاء في السيرة وفي طباعهم.++ الانبا انطونيوس

التعقل والصمت النافع

يجب على المتزعزعين وغير المختبرين ألا يحاولوا إخضاع العقلاء لمجرد التساؤل (لا يكون همُّهم هو مجرد سؤالهم)، لأن العاقل هو من يسعى في إرضاء الله ويُكثر من الصمت، وإن تكلم يتكلم قليلًا، ينطق بما هو ضروري ومرضى لله.++ الانبا انطونيوس

موت أم خلود؟

الموت بالنسبة للذين يفهمونه خلود، أما بالنسبة للبُلهاء الذين لا يفهمونه فهو موت.يجب علينا ألا نخاف هذا الموت، بل نخاف هلاك النفس الذي هو عدم معرفة الله. هذا هو ما يُرعب النفس بحق!! ++ الانبا انطونيوس
 
 
التحرر وحرية الإرادة

إن أردت، تستطيع أن تكون عبدًا للشهوات. وإن أردت، تقدر أن تتحرر منها ولا تخضع لنيرها، لأن الله خلقك وأعطاك هذا السلطان.
من يُقهر شهوات الجسد يُتوَّج بعدم الفساد. فلو لم تكن هناك شهوات ما كان يمكن أن توجد فضائل، وبالتالي ما كان يعطي الله أكاليل لمن يستحقونها.++ الانبا انطونيوس

حراسة ملائكية

عندما تغلق باب مسكنك وتبقى بمفردك، اعلم أن معك ملاكًا، معيّنًا من قِبل الله لكل إنسان، وهو الذي يلقبه اليونانيون "روح البيت".
إنه لا ينام، ويرى كل شيء بمرافقته الدائمة لك، ولا ينخدع، ولا يختفي عنه شيء في الظلام.واعلم أن الله بجوارك حالٌ في كل مكان، فإنه لا يوجد مكان أو حيّز ليس الله موجودًا فيه. إنه أعظم من الكل وممسك بيده الجميع.++ الانبا انطونيوس

المهم أن تريد

الإنسان الذي يريد ويؤمن، لا يكون طريق إدراكه لله صعبًا.
فإن أردت أن تعاين الله، تأمل كمال نظام الخليقة التي أوجدها بكلمته، وعنايته بها، فإنه خلق هذا كله من أجل الإنسان.++ الانبا انطونيوس

مقاومة عدو الخير

إنه ليس بخافٍ عليكم أن أعداء الحق (الشياطين) لن يكفوا عن العمل على إفساد الحق. لكن الله افتقد خليقته في كل زمان، ففي بداية الخليقة علّم الذين اقتربوا لخالقهم كيف يعبدونه. غير أن كثافة الجسد الشهواني ومكر الأعداء المحاربين لنا عطّلتا الميول الصالحة للنفس، وصار الناس غير قادرين حتى على التمسك بما يليق بطبيعتهم وتمييزهم، لكي يرجعوا إلى حالتهم الأولى متحررين من الخطية، لذلك أظهر الله رحمةً وعلّمهم العبادة الحقيقية بالناموس المكتوب.
لكن حتى بهذا لم تأتِ الثمرة... ورأي الله أن الجرح يتزايد ويتسع ويحتاج إلى علاج حاسم، لذلك أرسل ابنه الوحيد، الذي هو طبيبنا الوحيد.+++ الانبا انطونيوس