من تفسير امثال سفر سليمان 30
لِلْعَلُوقَةِ ابْنَتَانِ: "هَاتِ هَاتِ!" ثَلاَثَةٌ لاَ تَشْبَعُ.أَرْبَعَةٌ لاَ تَقُولُ: "كَفَا"
من يستطيع أن يخفي عن نفسه ما يعنيه هذا اللغز؟ "للعلوقة ثلاث بنات، عزيزات محبوبات، لكنها لا تشبع، وبالرابعة لا تشبع عندما تقولون أنتم: كفا: القبر، ومحبة المرأة، وأرض لا تشبع ماءً، والنار لا تقول كفا". العلوقة هي الشيطان، وبنات الشيطان أعزاء محبوبات، وهن لا يشبعن بدماء القتلى: القبر وحب المرأة والأرض الجافة والحرق بالحرارة". إنه لا يتحدث عن زانٍٍ أو زانية، وإنما عن محبة امرأة تُنهم بصفة عامة أنها نهمة. انزعها خارجًا، فإنها تتفجر في لهيب نار، بفيض، فإنها لا تشبع، إنها تجعل ذهن الرجل واهنًا، وتستحوز على كل الفكر لكي ما يغذي الشهوة ++ القديس جيروم
تصير نفس الإنسان إلى الباطل إن انشغل بأمور العالم وركز على احتياجات الجسد. ففي كل يوم نستيقظ لنأكل ونشرب، ومع هذا لا يشبع أحد حتى لا يجوع أو لا يعطش. إننا بعد برهة وجيزة نسعى يومًيا وراء الربح ويصيبنا الشره بلا حدود، "لا تشبع العين من النظر ولا الأذن من السمع"! من يحب الفضة لا يشبع بالفضة... ليس من حدود للكد، ولا منفعة من الكثرة... كل الموجودات قائمة أصلًا وليس من جديد تحت الشمس، لكن الكل باطل ++ القديس أمبروسيوس
"للعلوقة ثلاث بنات عزيزات محبوبات". بناتها يقدمن إلى الخطية، بنات الزنا والقتل وعبادة الأوثان هؤلاء الثلاثة لا يشبعن إياها، إذ هي لا تشبع. بتحطيم الإنسان بهذه الأعمال، لا تتغير الخطية بل تنمو باستمرار. أما الرابعة فلن تقتنع لتقول كفا، أي أنها شهوة جامحة... كما أن الجسد واحد وله أعضاء كثيرة، هكذا الخطية، فهي واحدة، وتحوى في داخلها شهوات متعددة بواسطتها تلقي شباكها للبشر ++ القديس هيبولتيس