لا تخافوا
لا تخافوا مطلقا من الشيطان. فهو على الرغم من كل مواهبه وقوته وحيله، كائن ضعيف أمام أولاد الله. قال عنه الرب: "رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو 10: 18).
لقد داسه الرب على الصليب، ولم يعد "رئيس هذا العالم "كما كان. بل قال عنه الرب قبيل الصليب "الآن دينونة هذا العالم. الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجًا" (يو 12: 31)، "رئيس هذا العالم قد دين" (يو 16: 11). لذلك قال الرب:
"ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو 10: 19). إن وعد الرب لنا أن ندوس كل قوة العدو، هو وعد كله قوة وعزاء، ينزع الخوف من أي قلب.. ومن محبة الكنيسة لهذا الوعد الإلهي، وضعته لنا في آخر صلاة الشكر، نذكره فى صلواتنا كل قوة العدو.
إذن ليس للشيطان سلطان علينا، بل لنا سلطان عليه.
حتى الشياطين تخضع لنا باسم الرب (لو 10: 17). بل جعل الرب إخراج الشياطين في مقدمة الآيات التي تتبع المؤمنين (مر 16: 17). وطبعًا موهبة إخراج الشياطين لابد أن يسبقها الانتصار أولًا في حروب الشيطان صلبا، يبدأ أن يخافه. ويصير لهذا الإنسان سلطان عليه.
هناك محاضرة جميلة للقديس أنطونيوس عن ضعف الشياطين..
سجلها القديس أثناسيوس الرسولي في كتابة عن حياة القديس أنطونيوس، يمكن أن تقرأوها، لكي تتقوى قلوبكم فلا تخافوا الشيطان.
وكم من رهبان بسطاء، لم ينالوا من العلم كثيرا ولا قليلا، استطاعوا أن يحطموا الشيطان في البرية. ومنهم القديس بولس البسيط.
كذلك فإن الشهداء والمعترفين استطاعوا أن يحطموا جميع إغراءاته وكل قوته وأسلحته.
والشيطان لا يسيطر إلا على الذي يخضع نفسه له..
وعلى رأى المثل "إن العبيد هم الذين يخلقون السادة"، أي أن ما في العبيد من ذل وخضوع، هو الذي يساعد السادة على السيطرة والتعالي. وكذلك الحال مع الخاضعين للشيطان. أما الذين حررهم الابن، فبالحقيقة هم أحرار (يو 8: 36).
أكثر شيء يحبه الشيطان، أن يجدك تخاف منه.
لأنك في خوفك تضعف أمامه وتضطرب، وتظن أنك لا بد واقع في يديه، فتخور معنوياتك، وتستسلم له، عاجزًا عن المقاومة.
وهذا عين ما يريده منك، لأن الخوف يعطيه سلطة عليك. ولكن السيد المسيح نصحنا ألا نخاف مطلقا، بقوله:
أنا هو. لا تخافوا. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع (متى 14: 27، يو 14: 27).
لا تخف إذن. لأن قوة الله العاملة فيك، هي أعظم بما لا يقاس من قوة الشيطان الذي يجربك من الخارج. وثق أن خوفك في داخلك هو أكثر ضررا عليك من حرب الشيطان الخارجية.