من تاملات أرميا 19 +++ ابونا القمص تادرس يعقوب
مَثَلْ الإناء الخزفي
مَثَلْ الإناء الخزفي
"هكذا قال الرب:
اذهب واشترِ ابريق فخاري من خزف،
وخذ من شيوخ الشعب ومن شيوخ الكهنة..."
بالنسبة للإبريق الفخاري baqbuq غالبًا ما يعني إناء خاصًا بالماء ضيق العنق، كان شائعًا في منطقة فلسطين في ذلك الحين. وقد وُجدت أوانٍ هكذا في الحفريات مختلفة الأحجام، ارتفاعها يتراوح ما بين أربع بوصات وقدم.
هنا يميز القديس يوحنا الذهبي الفم بين الإناء الفخاري في الأصحاح السابق الذي كان لا يزال طينًا لم يدخل الفرن ويحتاج إلى إعادة تشكيله لأنه فسد، وبين الإناء المذكور هنا الذي دخل الفرن وانكسر... الأول يمثل النفس التي ُتعطى لها فرصة التوبة، ولا يزال الله يترجى خلاصها، أما الثاني فيمثل النفس التي صممت على عدم التوبة بإصرار... إذ يقول:
عندما أراد الله أن يعطيهم رجاءً، قاد نبيه إلى بيت الفخاري، وأظهر له ليس إناء من طين دخل الفرن، بل إناء من الطين (لم يدخل بعد الفرن) سقط من يد الفخاري، قائلًا: "إن كان هذا الفخاري يأخذ الإناء الذي سقط ويعيده مرة أخرى، أفما أستطيع بالأكثر أن أصلحكم مرة أخرى بعد سقوطكم؟!"
في استطاعة الله ليس فقط أن يصلحنا خلال غسل التجديد، حيث أننا خزف، وإنما أيضًا بعد أن استلمنا عمل الروح وانزلقنا، يمكنه أن يردنا خلال التوبة الصادقة إلى حالنا السابق.
عندما يتحدث الكتاب المقدس عن كارثة لا علاج لها، لا يتحدث عن اناء الفخاري (الذي لم يدخل الفرن بعد) بل عن الإناء الخزفي. عندما أراد الله أن يعلم نبيه واليهود أن المدينة قد سُلمت إلى دمارٍ لا علاج له، أمره أن يأتي بإبريق خزفي ويكسره أمام كل الشعب ويقول: "هكذا أكسر... المدينة"++ القديس يوحنا ذهبي الفم