من كتاب الغيرة المقدسة +++ البابا شنودة الثالث
الصراع مع الله
مثال ذلك الموقف العجيب الذي وقفه النبى، لما أخبره الله أنه سيهلك الشعب إذ عبدوا العجل الذهبي.. حينئذ شفع فيهم موسى بكل غيرة، طالبا من الله أن يغفر لهم فلا يهلكوا ووصل في ح...
الصراع مع الله
مثال ذلك الموقف العجيب الذي وقفه النبى، لما أخبره الله أنه سيهلك الشعب إذ عبدوا العجل الذهبي.. حينئذ شفع فيهم موسى بكل غيرة، طالبا من الله أن يغفر لهم فلا يهلكوا ووصل في ح...
ماسة أنه قال:
" لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك؟!.. والآن إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحنى من كتابك الذى كتبت " خر 32: 11، 32).
أى أنه يقول: لا أريد أن أدخل الملكوت وحدى. فإما أن تغفر لهؤلاء، وإما أن أهلك معهم إن هلكوا، وتمحو اسمى من كتابك الذي كتبت..!! انظروا إلى أية درجة وصلت محبة موسى وغيرته، لذلك فإن الله – قبل أن يعاقب - قال له: " أتركنى ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم، وفأصيرك شعبًا عظيمًا" (خر 32: 10).
وأنا أقف منذهلًا أمام كلمة " إتركنى " يقولها الرب لموسى، كما لو كان موسى ممسكًا به لا يدعه يفعل..!
تقول له: "إتركنى "؟! ومن الذي يمسكك يا رب؟! وما الذي يمنعك، وأنت الإله القادر على كل شئ؟! إنها محبة موسى للشعب، وغيرة موسى على خلاصهم، تمسك بالرب، تمنعه من إفنائهم.. هوذا موسى يقول له: إرجع يا رب عن حمو غضبك، واندم على الشر بشبعك.. إذكر إبراهيم واسحق.. " خر 32: 12، 13) " لماذا يتكلم المصريون قائلين: أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال، ويفنيهم عن وجه الأرض؟! (خر 32: 12).
هذا هو الصراع مع الله: فيه تضرع، وشفاعة، وفي منطق واقناع، وفيه حب للناس، وفيه إمساك بالرب (ومنعه) عن إهلاكهم..!
كنت وأنا طفل صغير ضئيل المعلومات، أظن أن يعقوب أبا الآباء هو الوحيد الذي صارع مع الرب وقال له: "لا أتركك إن لم تباركنى" (تك 32: 26). ولكن هوذا موسى يقول يقول له أيضًا " لا أتركك"..
لا أتركك يحمى غضبك على الشعب. لا أتركك تفنيهم لا اتركك حتى تغفر لهم وتندم على الشر..
لابد أن تسامح. لابد أن تغفر. وإن كنت لا تريد أن تغفر لهم، أمح اسمى من كتابك الذي كتبت..
إنها غيرة قلب، لا يشاء أن أحد يهلك.
" يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون (1تى 2: 4). ويصارع مع الله من أجل خلاص الكل، حتى الذين سجدوا للعجل الذهبى، قالوا: "هذه هى آلهتك يا إسرئيل التي أصعدتك من أرض مصر" (خر32: 4)..!
" إن لي حزنا عظيما ووجعًا في قلبى لا ينقطع. فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسى محرومًا من المسيح، لأجل إخوتى أنسبائى حسب الجسد" (رو 9: 2، 3)
لو كان حرمانى هذا يوصلهم، لفضلت أن أكون محرومًا من المسيح، لكي يصلوا هم إليه!! أى حب أعظم من هذا في محيط الخدمة؟! وأية غيرة أعمق من هذه، في بذل الذات لأجل الآخرين. إنها محبة للناس وشفقة عليهم.
أولاد الله الذين تملكهم الغيرة لهم صراع مع الله من أجل الكنيسة .
وصراع مع الله من أجل خلاص كل نفس. إنهم يصرخون إلى الله ويقولون له:
قم أيها الرب الإله، وليتبدد جميع أعدائك..
وليهرب من قدام وجهك كل مبغضى إسمك القدوس. وأما شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف وربوات ربوات يصنعون مشيئتك.
قم أيها الرب الإله، فإن البار قد فنى، قلت الأمانة من بنى البشر (مز 12: 1). قم واعمل. لأنك رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين، قم فإننا قد تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئا (لو 5: 5). أنت القوة وأنت المعين، وبدونك لا نقدر أن نعمل شيئا (يو 15: 5).
" لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك؟!.. والآن إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحنى من كتابك الذى كتبت " خر 32: 11، 32).
أى أنه يقول: لا أريد أن أدخل الملكوت وحدى. فإما أن تغفر لهؤلاء، وإما أن أهلك معهم إن هلكوا، وتمحو اسمى من كتابك الذي كتبت..!! انظروا إلى أية درجة وصلت محبة موسى وغيرته، لذلك فإن الله – قبل أن يعاقب - قال له: " أتركنى ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم، وفأصيرك شعبًا عظيمًا" (خر 32: 10).
وأنا أقف منذهلًا أمام كلمة " إتركنى " يقولها الرب لموسى، كما لو كان موسى ممسكًا به لا يدعه يفعل..!
تقول له: "إتركنى "؟! ومن الذي يمسكك يا رب؟! وما الذي يمنعك، وأنت الإله القادر على كل شئ؟! إنها محبة موسى للشعب، وغيرة موسى على خلاصهم، تمسك بالرب، تمنعه من إفنائهم.. هوذا موسى يقول له: إرجع يا رب عن حمو غضبك، واندم على الشر بشبعك.. إذكر إبراهيم واسحق.. " خر 32: 12، 13) " لماذا يتكلم المصريون قائلين: أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال، ويفنيهم عن وجه الأرض؟! (خر 32: 12).
هذا هو الصراع مع الله: فيه تضرع، وشفاعة، وفي منطق واقناع، وفيه حب للناس، وفيه إمساك بالرب (ومنعه) عن إهلاكهم..!
كنت وأنا طفل صغير ضئيل المعلومات، أظن أن يعقوب أبا الآباء هو الوحيد الذي صارع مع الرب وقال له: "لا أتركك إن لم تباركنى" (تك 32: 26). ولكن هوذا موسى يقول يقول له أيضًا " لا أتركك"..
لا أتركك يحمى غضبك على الشعب. لا أتركك تفنيهم لا اتركك حتى تغفر لهم وتندم على الشر..
لابد أن تسامح. لابد أن تغفر. وإن كنت لا تريد أن تغفر لهم، أمح اسمى من كتابك الذي كتبت..
إنها غيرة قلب، لا يشاء أن أحد يهلك.
" يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون (1تى 2: 4). ويصارع مع الله من أجل خلاص الكل، حتى الذين سجدوا للعجل الذهبى، قالوا: "هذه هى آلهتك يا إسرئيل التي أصعدتك من أرض مصر" (خر32: 4)..!
" إن لي حزنا عظيما ووجعًا في قلبى لا ينقطع. فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسى محرومًا من المسيح، لأجل إخوتى أنسبائى حسب الجسد" (رو 9: 2، 3)
لو كان حرمانى هذا يوصلهم، لفضلت أن أكون محرومًا من المسيح، لكي يصلوا هم إليه!! أى حب أعظم من هذا في محيط الخدمة؟! وأية غيرة أعمق من هذه، في بذل الذات لأجل الآخرين. إنها محبة للناس وشفقة عليهم.
أولاد الله الذين تملكهم الغيرة لهم صراع مع الله من أجل الكنيسة .
وصراع مع الله من أجل خلاص كل نفس. إنهم يصرخون إلى الله ويقولون له:
قم أيها الرب الإله، وليتبدد جميع أعدائك..
وليهرب من قدام وجهك كل مبغضى إسمك القدوس. وأما شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف وربوات ربوات يصنعون مشيئتك.
قم أيها الرب الإله، فإن البار قد فنى، قلت الأمانة من بنى البشر (مز 12: 1). قم واعمل. لأنك رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين، قم فإننا قد تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئا (لو 5: 5). أنت القوة وأنت المعين، وبدونك لا نقدر أن نعمل شيئا (يو 15: 5).