من كتاب كلمة منفعة ++ البابا شنوده الثالث
الصليب
يرمز الصليب إلى الألم. والصلبان الثلاثة ترمز إلى ثلاث حالات صليب المسيح يرمز إلى الألم من أجل البر. والصليبان الآخران يشيران إلى الألم بسبب الخطية كعقوبة. وينقسمان إلى نوعين. نوع يتألم بسبب خطاياه، فيتوب ويرجع. والآخر يتألم بسبب خطاياه، ولكنه يشكو ويتذمر ويموت في خطاياه.
والصليب الذي لأجل البر، هو أيضًا على أنواع: منها صليب الحب والبذل، مثل صليب المسيح، الذي تحمل الألم لكي ينقدنا " وليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه"
وهناك صليب آخر في العطاء، وأعظم عطاء هو العطاء من العوز، حيث تفضل غيرك على نفسك، وتعتاز لكي يأخذ غيرك، مثلما أعطت الأرملة من أعوازها..
وهناك أيضًا صليب الاحتمال: تحويل الخد الآخر، وسير الميل الثاني.
ليس فقط أن يحتمل الإنسان إساءات الناس إليه، بل أكثر من هذا أن يحسن إلى هؤلاء المسيئين، بل أيضًا أن يحبهم..! من يستطيع هذا..؟ إنه صليب..
هناك صليب آخر في الجهاد الروحي: في انتصار الروح على الجسد، في احتمال متاعب وحروب العالم والجسد والشيطان.. في صلب الجسد مع الأهواء.. في الانتصار على الذات، في الدخول من الباب الضيق..
والصليب هو التألم لأجل البر. هذا فقط للمبتدئين.. أما للكاملين فيتحول الصليب إلى لذة ومتعة..
نشعر بضيق الباب في أول الطريق. ولكننا بعد ذلك نجد لذة في تنفيذ الوصية، ونحبه. وحينئذ لا يصير الطريق كربًا.. والصليب الأول يصير متعة.
كان الاستشهاد صليبًا، ثم تحول إلى متعة. وصار القديسون يشتهون الاستشهاد، ويشتهون الموت، ويفرحون به.. والتعب من أجل الرب أصبح لذة ومتعة، والألم أيضًا.
وهكذا اعتبر الكتاب أن الألم هبة من الله..
"وهب لكم، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أن تتألموا لأجل اسمه" متى يصبح الصليب في حياتنا متعة؟