أنت مسكن لله، وهيكل للروح القدس
أنت يا أخي لست فقط ابن الله، ونفخه قدسية قد خرجت من فم الله، وإنما أنت أيضًا هيكل لله، والله يسكن فيك. وهكذا يقول لنا الرسول "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله ساكن فيكم. إن كان أحد يفسد هيكل اله، فسيفسده الله. لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو"(1 كو 3: 16، 17). "أنتم هيكل الله الحي. كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم" (2 كو 6: 16).. شهوة الله منذ البدء أن يسكن فيك، ينظر إلي قلبك، ويقول "ها هو موضع راحتي إلي الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته" (مز 132: 14).. تقول له "عندك يا رب الكنائس، عندك الهياكل والمذابح. سكناك في السماء وسماء السموات هي عرشك"، فيقول لك: ولا واحدة من هذه تعجبني مثل سكناي في قلبك "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26).
أنت أيها الأخ المبارك أهم عند الله من كنيسة مبنية.. إن تهدمت إحدى هذه الكنائس فما أسهل علي البشر أن يعيدوا بناءها، بجمع المال تبني.. إما إذا تهدم إنسان مثلك، فلا يمكن أن يعاد بناؤه إلا بدم المسيح. لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبيًا، يقدر أن يردك إلي رتبتك الأولي، ليس غير دم المسيح، فبدونه لا يكون لك خلاص.. أنت يا أخي أهم عند الله من كنيسة مبنية. أنت كنيسة حية، أهم من الطوب والحجارة، أنت هيكل للروح القدس.. لقد سمح الله أن يتحطم هيكل سليمان، ولا يترك فيه حجر إلا وينقض.. أما أنت هيكل للروح القدس.. لقد سمح الله أن يتحطم هيكل سليمان، ولا يترك فيه حجر إلا وينقض.. أما أنت فمن أجلك أرسل الله الرسل الأنبياء والملائكة، وعين الرعاة والكهنة والمعلمين، ورتب كل وسائط النعمة، وقدم استحقاقات الفداء العظيم "لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).
إن كنت إذن بيتًا لله، والله يسكن فيك، فتذكر قول الكتاب "ببيتك يا رب تليق القداسة" (مز 93: 5). واعرف أنك بالخطية تنجس بيت الله، الذي هو أنت..
أذكر إذن قول الرسول:
" كونوا انتم أيضًا مبنيين -كحجارة حية- بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح (1 بط 2:5).. إن السيد المسيح يبحث عن مكان يسكن فيه وهذا المكان هو أنت. وعندما قال الرب عن نفسه انه "ليس له أين يسند رأسه" (لو 9: 58)، لم يكن يقصد فقط البيوت المادية، وإنما بالأكثر قلوب الناس.
إن قلبك هو المكان الذي يريد الرب أن يسند فيه رأسه.. حقًا عن لذته في بني البشر..((أم 8: 31) وهو ما يزال يقرع علي بابك لتفتح له.. وفي اشتياقه إلي قلبك يقول "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23). وهكذا يأتي الآب والابن ويسكنان في قلبك، وأنت من قبل هيكل للروح القدس.
فيصير قلبك بهذا الوضع مسكنًا للثالوث القدوس.. هنا ويعقد الصمت لساني، هيبة، وإجلالًا، لهذا القلب المقدس.." ما أرهب هذا المكان!!! ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك 28: 17).. هذا هو المسكن الإلهي العجيب الذي يأتي إليه الله من بعيد "طافرًا علي الجبال، قافزًا علي التلال" (نش 2:8)، ينادي نفسك العزيزة في حب "افتحي يا أختي، يا حبيبتي يا حمامتي، يا كاملتي، لأن رأسي قد امتلأ من الطل، وقصصي من ندي الليل" (نش 5: 2). فإلي متى تنتظر يا أخي ولا تفتح..!
تصور يا أخي أن الله الذي لا تسعه السموات كلها، ولا الكون أجمعه، الله الذي قال عنه داود "للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24: 1)، الله هذا يقرع علي بابك، ويشتهيك مسكنًا له.. هو يريد أن يعيش أنت في قلبه، يثبت فيك وأنت فيه، وتصير كنيسة مقدسة له..أذكر أنني في يوم ما أرسلت خطابًا إلي أحد الأخوة المباركين، قلت له فيه "سلم علي الكنيسة المقدسة التي في قلبك". لأني كنت أعرف أن في قلبه كنيسة تصعد منها رائحة بخور، وتخرج منها ألحان وتسابيح، وترتفع فيها ذبائح روحية.
ألم يقل المرتل "فلتستقم صلاتي كالبخور قدامك وليكن رفع يدي ذبيحة مسائية" (مز 141: 2). أن عرفت يا أخي هذا، أنك هيكل للروح القدس، فلا تخطئ، لئلا تحزن روح الله فيك وتطفئ حرارته.
بل أن أتاك الشيطان يومًا بخطية، تقول له:
اذهب عني بعيدًا، فلست أنا لك..
أنا بيت الله، أنا مسكن لله.. أنا موضع مقدس للرب..
أنا الذي يقرع الله علي بابي لكي أفتح له..
أنا هيكل للروح القدس، أنا كنيسة مقدسه.
إنا الذي يأتي إلي الآب والابن، وعنده يصنعان منزلًا..
أنا مسكن للثالوث القدوس..
هل أنا شيء هين، يمكن أن ينجسه الشيطان؟! كلا،
أنا سماء ثانية.. عرش لله يجلس عليه..
أنت يا أخي لست هذا كله فقط، بل أيضًا: أنت أخ للمسيح، شريك للمسيح، ووارث معه.