كلمة من البابا شنودة الثالث عن البابا كيرلس السادس




البابا كيرلس السادس تَتَلْمَذ على يد أكبر أستاذ هو ماراسحق السرياني +++ بقلم البابا شنودة الثالث

ومن محبته للصلاة اختار حياة الوحدة فعاش متوحدًا مدة طويلة، وتتلمذ على أكبر أستاذ كتب في الوحدة في تاريخ الرهبنة كلها وهو القديس مار اسحق.. لقد قرأت مئات من الكتب النسكية، فلم أجد أعظم من كتابات مار اسحق عن حياة الوحدة والسكون.

ولقد كان البابا كيرلس يحب مار اسحق، ويقرأ كلماته ويحفظ الكثير منها، ونَسَخَ بنفسه كتاب "مار اسحق" على ضوء شمعة في مغارته وعلى ضوء لمبة غاز. عاش في وحدة في مغارة قرب دير البراموس. يسهر الليل في قراءة أقوال الآباء ويصلي في الفجر ويُقيم القداسات، وعاش في طاحونة قرب مصر القديمة، ثم في الكنيسة التي بناها بنفسه في مصر القديمة. ولم يخرج من بابها إلا للضرورة القصوى. وعندما اعتلى كرسي مارمرقس لم تتركه حياة الوحدة بل كثيرًا ما كان يذهب إلى دير مارمينا بصحراء مريوط.. وكان يريد أن يمتلئ من ثمار الوحدة لنفسه.

الوحدة كما تعلمها البابا كيرلس من مار اسحق، هي الانسلاخ من الكل للارتباط بالواحد ..

لذلك كان كثير الصلوات حتى في أثناء وجوده وكلامه مع الناس؛ لذلك كان صَموتًا لا يتكلم كثيرًا، لكي يعطي نفسه فرصة التأمل والصلاة، وكان أيضًا يعهد إلى الله بمشاكله.. ويرى أن القداسات والصلوات هي التي تحل له المشاكل وليست المجهودات البشرية. وكلما كانت تحيط به الضيقات يلجأ إلى الوحدة والصلوات والقداسات شاعرًا أن معونة الله أكبر من كل معونة بشرية.. لقد أعطانا مثلًا كبيرًا في حياة التأمل والخدمة مع أن جمعهما ليس بالأمر الهين السهل، فقد كان يخدم الكنيسة بأقصى ما يستطيع. ومن جهة أخرى يختلي بنفسه ويأخذ من التأمل والوحدة على قدر ما تعطيه إمكانياته.