من كتاب تأملات في سفر نشيد الأنشاد ++ الأنبا يوأنس اسقف الغربية المتنيح
اجعلنى كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك
"اجعلنى كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك. لأن المحبة قوية كالموت. الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار" (٨: ٦، ٧).
بعد أن ذكر العريس عروسه ومحبوبته بحقيقة ذاتها وكيف كانت نشأتها، فإنها تستطيع الآن أن تظهر مشاعر الاتضاع العميق. لقد أدركت أنها لا شئ، وصار الآن كل رجائها معلقًا على الرب وحده لأنها إن كانت تريد أن تستمر حتى النهاية فذلك لن يتحقق بسبب شئ صالح فيها بل بقوة الرب ويده المُسندة وبعمل نعمته الدائم..
وبعد أن تيقنت من هذه الحقيقة طلبت إليه "اجعلنى كخاتم على قلبك. كخاتم على ساعدك. إن الخاتم (الختم) على القلب، وعلى الذراع، هما بمثابة عهد وضمان إلهى بأن لنا كل محبة المسيح وكل قوته.. هذا هو نفس المعنى الذي يقصد إليه الرسول بولس وهو يكتب إلى أهل أفسس فيقول "حسب عمل شدة قوته" (أف ١: ١٩) "حسب فعل قوته" (أف ٣: ٧) "أخيرًا يا اخوتى تقووا في الرب وفى شدة قوته" (أف ٦: ١٠) .
وليس شئ أقل من ذلك يريح العروس ويرضيها ويشبعها. إنها تعرف جيدًا أن الختم (الذى يجعل الشئ رسمى ومعتمد) الذي يضمن سلامتها الحاضرة والأبدية هما على قلبه وعلى ساعده.. وحينما تكون للمؤمن هذه المعرفة يستطيع أن يقول "من سيفصلنا عن محبة المسيح..".
إن العروس في تذكرها لضعافتها من واقع خبرتها كأنها تقول للعريس "أنا اليوم لا أعود أضع ثقتى في قوتى، لكننى أطلب أن محبتك وقوتك تمسكاننى إلى الأبد. وسوف لا أتجاسر أن أتكلم عن محبتى لك لكننى سأذكر فقط محبتك لى".
إن العروس تصف المحبة التي عاشتها واختبرتها فتقول "المحبة قوية كالموت.." إنها تتحدث عن المحبة وصفاتها.
يقول أغسطينوس "لا تستطيع زوابع العالم وأمواج التجارب أن تطفئ لهيب الحب. لذا عن هذا قيل "المحبة قوية كالموت". فكما أن الموت متى حل لا يوجد من يقدر على مقاومته إذ لا يقدر المولودون للموت أن يصدوا عنف الموت بأى فن من الفنون ونوع من الأدوية، هكذا لا يقدر العالم أن يقف ضد قوة الحب. لقد أخذ التشبيه بمثال الموت المضاد. فكما أن الموت عنيف هكذا في التدمير، كذلك الحب قوى في الإنقاذ (الخلاص). خلال الحب مات كثيرون عن العالم ليحيوا الله".
إنها تصف الحب وصفًا حقيقيًا بالنسبة لله "إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار". وكأنها تردد ما قاله الرسول بولس "إن أطعمت كل أموالى وإن سلمت جسدى حتى احترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئ".
اجعلنى كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك
"اجعلنى كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك. لأن المحبة قوية كالموت. الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار" (٨: ٦، ٧).
بعد أن ذكر العريس عروسه ومحبوبته بحقيقة ذاتها وكيف كانت نشأتها، فإنها تستطيع الآن أن تظهر مشاعر الاتضاع العميق. لقد أدركت أنها لا شئ، وصار الآن كل رجائها معلقًا على الرب وحده لأنها إن كانت تريد أن تستمر حتى النهاية فذلك لن يتحقق بسبب شئ صالح فيها بل بقوة الرب ويده المُسندة وبعمل نعمته الدائم..
وبعد أن تيقنت من هذه الحقيقة طلبت إليه "اجعلنى كخاتم على قلبك. كخاتم على ساعدك. إن الخاتم (الختم) على القلب، وعلى الذراع، هما بمثابة عهد وضمان إلهى بأن لنا كل محبة المسيح وكل قوته.. هذا هو نفس المعنى الذي يقصد إليه الرسول بولس وهو يكتب إلى أهل أفسس فيقول "حسب عمل شدة قوته" (أف ١: ١٩) "حسب فعل قوته" (أف ٣: ٧) "أخيرًا يا اخوتى تقووا في الرب وفى شدة قوته" (أف ٦: ١٠) .
وليس شئ أقل من ذلك يريح العروس ويرضيها ويشبعها. إنها تعرف جيدًا أن الختم (الذى يجعل الشئ رسمى ومعتمد) الذي يضمن سلامتها الحاضرة والأبدية هما على قلبه وعلى ساعده.. وحينما تكون للمؤمن هذه المعرفة يستطيع أن يقول "من سيفصلنا عن محبة المسيح..".
إن العروس في تذكرها لضعافتها من واقع خبرتها كأنها تقول للعريس "أنا اليوم لا أعود أضع ثقتى في قوتى، لكننى أطلب أن محبتك وقوتك تمسكاننى إلى الأبد. وسوف لا أتجاسر أن أتكلم عن محبتى لك لكننى سأذكر فقط محبتك لى".
إن العروس تصف المحبة التي عاشتها واختبرتها فتقول "المحبة قوية كالموت.." إنها تتحدث عن المحبة وصفاتها.
يقول أغسطينوس "لا تستطيع زوابع العالم وأمواج التجارب أن تطفئ لهيب الحب. لذا عن هذا قيل "المحبة قوية كالموت". فكما أن الموت متى حل لا يوجد من يقدر على مقاومته إذ لا يقدر المولودون للموت أن يصدوا عنف الموت بأى فن من الفنون ونوع من الأدوية، هكذا لا يقدر العالم أن يقف ضد قوة الحب. لقد أخذ التشبيه بمثال الموت المضاد. فكما أن الموت عنيف هكذا في التدمير، كذلك الحب قوى في الإنقاذ (الخلاص). خلال الحب مات كثيرون عن العالم ليحيوا الله".
إنها تصف الحب وصفًا حقيقيًا بالنسبة لله "إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار". وكأنها تردد ما قاله الرسول بولس "إن أطعمت كل أموالى وإن سلمت جسدى حتى احترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئ".