شفاء نازفة الدم ++ القس أنطونيوس فكري



شفاء نازفة الدم ++ القس أنطونيوس فكري

كثيرون ساروا وراء المسيح وواحدة نالت الشفاء لأنها تقدمت ( 1 ) بإيمان؛( 2 ) بنفس منكسرة تتقدم في الخفاء بانسحاق لتتلامس مع الرب. وبحسب الناموس فنازفة الدم هي نجسة تنجس من يتلامس معها، لكن السيد القدوس لا يتنجس منا بل بتلامسه معنا يشفينا ويقدسنا. والسيد أعلن ما فعلته هذه المرأة ليعلن إيمانها فنتشبه بها وحتى لا ينخسها ضميرها لأنها نالت العطية خلسة، ولأن المسيح أعجب بانسحاقها. ونلاحظ قول مرقس عنها، وقد تألمت كثيرًا من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئًا بل صارت إلى حال أردأ. بينما أن لوقا كطبيب يحترم مهنة الطب لا يقول هذا بل يقول أنفقت كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تشفى من أحد. هذه المرأة تشير لأن العالم غير قادر على شفاءنا من أمراضنا. فقط المسيح.

والسيد بعد أن شفاها جسديًا منحها السلام لنفسها = اذهبي بسلام.

إن مسست ثَوْبَهُ فقط.. من لمسنى = هناك من يلمس السيد بإيمان فيشفى وهناك كثيرين يزحمونه ويلتفون حوله بلا إيمان فلا يأخذون شيئًا. وهو يشفى أمراض أجسادنا وأنفسنا وأرواحنا. ولاحظ حال المرأة قبل شفاء المسيح لها

 1 - مريضة جسديًا.
 2 - نجسة طقسيًا بسبب النزف. 3 - بلا مال (أنفقت كل أموالها).

قوة قد خرجت منى= هذه اللمسة بإيمان تخرج قوة شافية من السيد فكثيرون يملأون الكنائس وقليلون من يتلامسوا بإيمان مع يسوع فينالوا قوة. والقوة التي خرجت منه لا تعني أن قوته نقصت بسببها، فهذا كإشعال شمعة من نار شمعة أخرى دون أن تنقص شعلة الثانية. والتحام قصتيّ نازفة الدم وابنة يايرس يعنى أن المسيح هو قوة شفاء وحياة. وهنا نجد تفسير لقول السيد للمجدلية لا تلمسيني، فهي عرفته كمعلم ولم تدرك أنه الله. وكأن السيد يقول لها أنت لن تأخذي منى ما أخذته هذه المرأة نازفة الدم إن لم يكن إيمانك بي قد ارتفع وصار مثلها ، بقدر إيمانك ستخذى مني، إذاً حين تدركين أنني يهوه (أنني والآب واحد = أي أصبحت في نظرك أنني وأبى متساويان) ستأخذين ما تريدين. أنا أريد يا مريم أن تلمسيني بهذا الإيمان لتأخذي.