البركة من مصادر أخرى +++ البابا شنودة الثالث




من كتاب الكهنوت +++ البابا شنودة الثالث
البركة من مصادر أخرى

نذكر في المقدمة بركة الوالدين:

سواء قالوا البركة بألسنتهم، أو نال الابن بركة إكرامهم. وفي ذلك يقول بولس الرسول: "أكرِم أباك وأمك، التي هي أول وصية بوعد" (أف 6: 2). ولعل المقصود هو البركة التي ذكرت في الوصايا العشر "أكرم أباك وأمك، لكي تطول أيامك على الأرض" (خر 20: 12).

هناك بركة أخرى هي بركة خدمة الفقراء والمساكين:
ولعل من أمثلتها قول أيوب الصديق في حديثه عن خدمته للمساكين: "بركة الهالك حَلَّت على" (أى 29: 13). أي أن الشخص الذي كان يهلك، أو كان في حكم الهالك وأنقذته، هذا بركته حلت على.

وهنا بركة، سواء كلمة دعاء من الفقير أو طالب المعونة، تكون بركة للإنسان، أو مجرد بركة الخدمة ذاتها ولو في الخفاء

بركة دعاء من أي أحد:

كقول الرسول: "باركوا على الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنوا" (رو 12: 14). ولعله قد أخذ هذا من قول الرب في العظة على الجبل: "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم " (مت 5: 44).

وفى هذا المعنى يقول القديس بطرس الرسول: "غير مجازين عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين" (1بط 3: 9).

فإن كان الإنسان يمكن أن يتلقى كلمة بركة من أي إنسان، حتى ممن قد أساء هو إليه، فكم بالأولى كلمة البركة من الكاهن الذي استؤمن من الله على منح البركة.

إذن عبارة "كيف نأخذ بركة من إنسان "لا تتفق مع الحق الإنجيلي. ومن ناحية أخرى، فإن مباركة الكهنة للشعب عبارة عن وصية أمر بها الرب. وإن لم ينفذوها يكونون مقصرين ومخطئين.

والعجيب أن الذين يحتجون على منح الكاهن للبركة، كثيرًا ما يقول كل منهم لمن يخاطبه " الرب يباركك". وقد يقولها في حديثه مع أحد الآباء الكهنة القسوس، أو أحد الأساقفة، ككلمة دعاء.