من كتاب تأملات في الميلاد +++ البابا شنودة الثالث
الله معنا
إن بركة عيد الميلاد تتركز في عبارة (عمانؤئيل). الله معنا. فإن كنت يا أخي تحسّ أنك مع الله، والله معك، تكون قد تمتعت فعلًا ببركة عيد الميلاد.
لا تظن أن عيد الميلاد هو اليوم الذي انتهينا فيه من الصوم وبدأنا نفطر!! أو أن عيد الميلاد هو اليوم الذي عملنا فيه قداس العيد بطقوسه وألحانه الفرايحي... عيد الميلاد من الناحية الروحية هو عشرة عمانوئيل، الذي هو الله معنا.
إن الله لا يريد منك شيئًا غير قلبك ليسكن فيه... اوعى تفتكر إن ربنا عايز منك غير كده!! أبدا، صدقني. تقول له يا رب، سأعطى كل أموالى للفقراء، يقول لك يا حبيبي أنا عايز قلبك، عايز أسكن جواك. تقول له يا رب ها أصوم وأبطل كل حاجة، يقول لك أنا عايز قلبك ... تقول له: أنا ها أصلى طول الليل، يقول لك: إن صليت طول الليل، ولم تعطني قلبك، فلا فائدة من صلاتك.
كل عبادتك وصلواتك هي مجرد عبادة خارجية، إن لم يكن لله مسكن داخل قلبك.
الله يريد أن يقيم صداقة معك. يقول الكتاب: "وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه" (تك 5: 24). منظر جميل أن نتخيل أخنوخ وهو سائر مع الله. وشعور عميق أن ندرك كيف أن الله لم يمكنه الاستغناء عن أخنوخ، فأخذه إليه...
إن بولس الرسول يشرح مجيء الرب الثاني على السحاب، واختطافنا إليه، فيختم هذا المشهد الجميل بقوله: "وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام" (1تس4: 17، 18). وهنا على الأرض نلمح ملاحظة قوية في حياة القديسين.
وهي أن القديسين كانوا يشعرون دائمًا بوجودهم في حضرة الله. كانوا يرونه معهم على الدوام، أمامهم وعن يمينهم.
إنها عبارة متكررة على فم إيليا النبي إذ يقول: "حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه" (1مل18: 15). من فينا شعر باستمرار أنه واقف أمام عمانؤئيل الذي هو الله معنا؟.
داود أيضًا كان يحس على الدوام بوجود الله معه إذ يقول: "رأيت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز16: 8). ما هذا يا داود؟ هل الرب أمامك أم عن يمينك؟ هو معي في كل حين وفي كل موضع، وفي كل اتجاه أشعر بوجود الله.
إن الشخص الذي يشعر بأن الله أمامه، لا يمكن أن يخطئ، سيخجل حتمًا من الله. ويقول: "هوذا الله يراني وأنا أعمل، هوذا الله يسمعني وأنا أتكلم". الله له عينان كلهيب نار تخترقان الظلام. فلو أننا شعرنا أن الله كائن معنا، لكان من المستحيل علينا أن نخطئ. إن خطايانا دليل على أننا غير شاعرين بوجوده معنا.
هناك حادثة حدثت مع القديس مارأفرام السرياني تثبت هذا الأمر.
في إحدى المرات هددته امرأة ساقطة أن تشهر به إن لم يطاوعها ويفعل الشر معها. فتظاهر بالموافقة على شرط أن يحدث ذلك في سوق المدينة. فاندهشت المرأة وقالت له: كيف نفعل هذا في السوق ؟! ألا تستحي من الناس وهم حولنا؟!
فأجابها القديس: إن كنت تستحين من الناس، أفما تستحين من الله الذي عيناه تخترقان أستار الظلام؟!.
الله معنا
إن بركة عيد الميلاد تتركز في عبارة (عمانؤئيل). الله معنا. فإن كنت يا أخي تحسّ أنك مع الله، والله معك، تكون قد تمتعت فعلًا ببركة عيد الميلاد.
لا تظن أن عيد الميلاد هو اليوم الذي انتهينا فيه من الصوم وبدأنا نفطر!! أو أن عيد الميلاد هو اليوم الذي عملنا فيه قداس العيد بطقوسه وألحانه الفرايحي... عيد الميلاد من الناحية الروحية هو عشرة عمانوئيل، الذي هو الله معنا.
إن الله لا يريد منك شيئًا غير قلبك ليسكن فيه... اوعى تفتكر إن ربنا عايز منك غير كده!! أبدا، صدقني. تقول له يا رب، سأعطى كل أموالى للفقراء، يقول لك يا حبيبي أنا عايز قلبك، عايز أسكن جواك. تقول له يا رب ها أصوم وأبطل كل حاجة، يقول لك أنا عايز قلبك ... تقول له: أنا ها أصلى طول الليل، يقول لك: إن صليت طول الليل، ولم تعطني قلبك، فلا فائدة من صلاتك.
كل عبادتك وصلواتك هي مجرد عبادة خارجية، إن لم يكن لله مسكن داخل قلبك.
الله يريد أن يقيم صداقة معك. يقول الكتاب: "وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه" (تك 5: 24). منظر جميل أن نتخيل أخنوخ وهو سائر مع الله. وشعور عميق أن ندرك كيف أن الله لم يمكنه الاستغناء عن أخنوخ، فأخذه إليه...
إن بولس الرسول يشرح مجيء الرب الثاني على السحاب، واختطافنا إليه، فيختم هذا المشهد الجميل بقوله: "وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام" (1تس4: 17، 18). وهنا على الأرض نلمح ملاحظة قوية في حياة القديسين.
وهي أن القديسين كانوا يشعرون دائمًا بوجودهم في حضرة الله. كانوا يرونه معهم على الدوام، أمامهم وعن يمينهم.
إنها عبارة متكررة على فم إيليا النبي إذ يقول: "حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه" (1مل18: 15). من فينا شعر باستمرار أنه واقف أمام عمانؤئيل الذي هو الله معنا؟.
داود أيضًا كان يحس على الدوام بوجود الله معه إذ يقول: "رأيت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز16: 8). ما هذا يا داود؟ هل الرب أمامك أم عن يمينك؟ هو معي في كل حين وفي كل موضع، وفي كل اتجاه أشعر بوجود الله.
إن الشخص الذي يشعر بأن الله أمامه، لا يمكن أن يخطئ، سيخجل حتمًا من الله. ويقول: "هوذا الله يراني وأنا أعمل، هوذا الله يسمعني وأنا أتكلم". الله له عينان كلهيب نار تخترقان الظلام. فلو أننا شعرنا أن الله كائن معنا، لكان من المستحيل علينا أن نخطئ. إن خطايانا دليل على أننا غير شاعرين بوجوده معنا.
هناك حادثة حدثت مع القديس مارأفرام السرياني تثبت هذا الأمر.
في إحدى المرات هددته امرأة ساقطة أن تشهر به إن لم يطاوعها ويفعل الشر معها. فتظاهر بالموافقة على شرط أن يحدث ذلك في سوق المدينة. فاندهشت المرأة وقالت له: كيف نفعل هذا في السوق ؟! ألا تستحي من الناس وهم حولنا؟!
فأجابها القديس: إن كنت تستحين من الناس، أفما تستحين من الله الذي عيناه تخترقان أستار الظلام؟!.
وكان لكلام القديس تأثيره العميق في المرأة فتابت على يديه.
هل تظن يا أخي أن الملحدين فقط هم الذين ينكرون وجود الله؟! أؤكد لك أنك في كل خطية ترتكبها تكون قد نسيت وجود الله أو أنكرته عمليًا. لو كنت مؤمنًا فعلًا بوجوده أمامك، لخجلت وخشيت... لا شك أن إحساسنا بعمانؤئيل الله معنا يعطينا الطهارة والنقاوة والقداسة، على الدوام.
هل تظن يا أخي أن الملحدين فقط هم الذين ينكرون وجود الله؟! أؤكد لك أنك في كل خطية ترتكبها تكون قد نسيت وجود الله أو أنكرته عمليًا. لو كنت مؤمنًا فعلًا بوجوده أمامك، لخجلت وخشيت... لا شك أن إحساسنا بعمانؤئيل الله معنا يعطينا الطهارة والنقاوة والقداسة، على الدوام.