من كتاب الثلاث مريمات القديسات - المقدس يوسف حبيب
مريم المجدلية ليست هي المرأة الخاطئة
يروي لنا القديس لوقا في أنجيله (ص 7: 36-50) قصة توبة امرأة خاطئة من المدينة لم يذكر اسمها، حضرت ومعها قارورة طيب إلي بيت أحد الفريسيين حينما كان يستضيف الرب يسوع. فوضعت نفسها عند قدمي الرب من الخلف باكية، وأخذت تبل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها وتقبلهما وتدهنهما بالطيب. ولما تعجب الفريسي من تصرف هذه المرأة
مريم المجدلية ليست هي المرأة الخاطئة
يروي لنا القديس لوقا في أنجيله (ص 7: 36-50) قصة توبة امرأة خاطئة من المدينة لم يذكر اسمها، حضرت ومعها قارورة طيب إلي بيت أحد الفريسيين حينما كان يستضيف الرب يسوع. فوضعت نفسها عند قدمي الرب من الخلف باكية، وأخذت تبل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها وتقبلهما وتدهنهما بالطيب. ولما تعجب الفريسي من تصرف هذه المرأة
ومن سماحة الرب يسوع، رد المعلم على أفكاره الصامتة بمثل قائلًا: "كان لمُدَاين مديونان. على الواحد خمسمائة دينار وعلي الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعًا، فقل أيهما يكون أكثر حبًا له" لو 7: 41-42.
والمعنى المقصود بهذا المثل هو أن الفريسي قد استقبل الرب يسوع بفتور، وبدون علامات التكريم التي كانت جزءًا من طقوس واجبات الضيافة، وهي غسل الرجلين، التقبيل، والدهن بالزيت المعطر، وشتان بين الفريسي وبين هذه المرأة المُحِبّة. لذلك قَبِلَ الرب توبتها وغفر لها خطاياها.
والمعنى المقصود بهذا المثل هو أن الفريسي قد استقبل الرب يسوع بفتور، وبدون علامات التكريم التي كانت جزءًا من طقوس واجبات الضيافة، وهي غسل الرجلين، التقبيل، والدهن بالزيت المعطر، وشتان بين الفريسي وبين هذه المرأة المُحِبّة. لذلك قَبِلَ الرب توبتها وغفر لها خطاياها.
ولا يذكر القديس لوقا أن مريم المجدلية هي نفسها المرأة الخاطئة، لأنه يقول بعد قصة المرأة الخاطئة مباشرة: "وعلي أثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الأثنا عشر وبعض النساء قد شُفين من أرواح شريرة وأمراض، مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين.." لو 8: 1-2. أي أنه ورد في الإنجيل أنها التي خرج منها سبعة شياطين، ولم يقل عنها إنها هي المرأة الخاطئة التي دهنت قدمي الرب بالطيب والتي روي قصتها لتوه.
++++
من ضمن النساء اللاتي يُذكَرن في الإنجيل: "المرأة الخاطئة" (لو 7: 37-50) التي لم يُذكَر اسمها، ومريم من بيت عنيا ومرثا أختها (لو 10: 38-43). وبحسب التقليد الشرقي فإنهن - بالإضافة إلى المجدلية - يُعتَبَرن ثلاثة أشخاص مختلفين، أما في الغرب فإنهم يتبعون القديس غريغوريوس الكبير في اعتبارهن شخصًا واحدًا (المرأة الخاطئة ومريم أخت مرثا ومريم المجدلية)، إلا أن رأي القديس أمبروسيوس بعد ذلك أن يُترَك هذا السؤال بدون إجابة. وبسبب هذا التقليد الغربي، يُنظَر إلى القديسة مريم المجدلية كنموذج مذهل للإنسان التائب.