من كتاب الموعظة علي الجبل للقديس اغسطينوس ++ زنابق الحقل ++ابونا القمص تادرس يعقوب


من كتاب الموعظة علي الجبل للقديس اغسطينوس +++ابونا القمص تادرس يعقوب

تأَمَّلوا زنابق الحقل كيف تنمو. لا تتعب ولا تحصد. ولكن أقول لكم إنهُ ولا سليمان في كل مجدهِ كان يَلبَس كواحدةٍ منها. فأن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرَح غدًا في التنور يُلبسهُ الله هكذا أَفليس بالحري جدًّا يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان
وكما ضرب السيد مثالًا خاصًا بالأكل. هكذا ضرب مثالًا خاصًا بالملبس إذ قال:
لا تأخذ هذه الأمثلة كرموز، فنبحث عما ترمز إليه، بل هي حقائق صغيرة تؤكد لنا حقائق اكبر، وهذا يشبه مثال القاضي الذي لم يكن يخاف الله ولا الناس، ولكنه استسلم للأرملة التي كانت تلح عليه لينظر في أمرها. فهو لم يستسلم لها لأجل رحمته بها، بل ليتخلص من ضجرها. فلا يمكن أن نقول بأي حال من الأحوال أن هذا القاضي الظالم يرمز لشخص الله، ولكنه ذكر كمثال يظهر لنا مدى اهتمام الله الصالح بأولاده الذين يتوسلون إليه. فمن هذا المثال أراد ربنا أن نستنبط أنه حتى الإنسان الظالم لا يستهين بمن يسألونه بلجاجة ولو كان لمجرد تجنبه مضايقة السائل