الوداعة والشجاعة +++ البابا شنودة الثالث
كان السيد المسيح وديعًا جدًا، حتى قال "تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29). ومع ذلك كان في منتهى القوة والشجاعة. وقد وقف ضد الكتبة والفريسيين وأظهر رياءهم ووقف ضد الصدوقيين وأخجلهم وضد الشيوخ ووبخهم.
داود النبي كان وديعًا، وكان شجاعًا.
كان شجاعًا إذ وقف ضد جليات الجبار وهزمه، في وقت كان فيه فيه كل الجيش خائفًا" (1صم 17). وكان وديعًا إذ يقال عنه في المزمور "اذكر يا رب داود وكل دعته" (مز 131: 1).
وموسى النبي كان وديعًا وشجاعًا وقويًا.
وديعًا إذ قيل عنه "وكان الرجل موسى حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3). وكان شجاعًا وقويًا إذ وقف ضد الشعب كله لما عبد العجل الذهبى، الذي صنعوه، وأحرقه النار، وطحنه حتى صار ناعما، وذراه على وجه الماء" (خر 32: 20).
وابراهيم أبو الآباء كان وديعًا وشجاعًا.
وديعًا إذ سجد أمام بنى حث لما أشترى منهم مغارة المكفيلة لتكون قبرًا لسارة (تك 23: 12). ومع ذلك تظهر شجاعته، إذ أنه "لما سمع أن أخاه لوط قد سبى، جمع رجاله المدربين" (تك 14: 14). وقام ضد أربعة ملوك وهزمهم ورد سبى لوط وسادوم، ولما أراد ملك سادوم أن يعطيه من الغنائم، قال له في عزة نفس "لا آخذن خيطًا ولا شراك نعل.. فلا تقول أنا أغنيت أبرآم" (تك 14: 23).
كان الرهبان ودعاء، وكانوا شجعانًا في الدفاع عن الإيمان.
من الخطأ أن تظن أن صفة الوداعة تمنعك من الشجاعة، وتحولك إلى جثة هامدة لا نخوة فيها ولا شهامة ولا حياة..! إنما اكتسب الفضائل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وضع أمامك قول الكتاب:
"الكل شيء زمان. ولكل أمر تحت السماوات وقت" (جا 3: 1).
تستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة. وتستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة كلاهما فيك. ويظهر كل منهما في الحين الحسن المناسب لها..
الوداعة ليس معناها الضعف. والقوة ليس معناها العنف.
والوداعة والقوة تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم. الإنسان الضعيف لا يمكن أن يكون صورة الله مثاله. ولكن لكي قويًا لا ينحرف إلى التهور، ولا يفقد وداعته وأدبه.
والوداعة لا تدفع إلى الخمول والطيبة لا تدفع غيرك إلى اللعب بك.
فإن كان إنسان طيبًا، ليس معنى هذا أن يلعب به الناس، ويفقد كرامته وحقوقه وهيبته.
وإلا فإن البعض سيكرهون الطيبة، ويرون أن الناس سيستغلونها ضدهم. المشكلة ليست في الطيبة، إنما في إساءة فهمها، وفي عدم مزجها بالحكمة وقوة الشخصية..
كل فضيلة تزنها بميزان دقيق. ولا تمارسها منفردة عن باقي الفضائل. وإن رأيت من نتائجها سلبيات..
اعرف أن السلبيات ليست نتيجة للفضيلة، إنما لسوء فهمها، أو لسوء استخدامها، أو لنقص الحكمة فيها.
يمكن أن تكون طيب القلب ولكن ليس معنى الطيبة أن تسلم قيادتك لغيرك. أو أن تشرك يضعف شخصية في أخطاء الآخرين. أو أنك خوفًا من أن تغضب غيرك، تشترك معه في خطأ، أو تجامله في ذنب واضح.
كان السيد المسيح وديعًا جدًا، حتى قال "تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29). ومع ذلك كان في منتهى القوة والشجاعة. وقد وقف ضد الكتبة والفريسيين وأظهر رياءهم ووقف ضد الصدوقيين وأخجلهم وضد الشيوخ ووبخهم.
داود النبي كان وديعًا، وكان شجاعًا.
كان شجاعًا إذ وقف ضد جليات الجبار وهزمه، في وقت كان فيه فيه كل الجيش خائفًا" (1صم 17). وكان وديعًا إذ يقال عنه في المزمور "اذكر يا رب داود وكل دعته" (مز 131: 1).
وموسى النبي كان وديعًا وشجاعًا وقويًا.
وديعًا إذ قيل عنه "وكان الرجل موسى حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3). وكان شجاعًا وقويًا إذ وقف ضد الشعب كله لما عبد العجل الذهبى، الذي صنعوه، وأحرقه النار، وطحنه حتى صار ناعما، وذراه على وجه الماء" (خر 32: 20).
وابراهيم أبو الآباء كان وديعًا وشجاعًا.
وديعًا إذ سجد أمام بنى حث لما أشترى منهم مغارة المكفيلة لتكون قبرًا لسارة (تك 23: 12). ومع ذلك تظهر شجاعته، إذ أنه "لما سمع أن أخاه لوط قد سبى، جمع رجاله المدربين" (تك 14: 14). وقام ضد أربعة ملوك وهزمهم ورد سبى لوط وسادوم، ولما أراد ملك سادوم أن يعطيه من الغنائم، قال له في عزة نفس "لا آخذن خيطًا ولا شراك نعل.. فلا تقول أنا أغنيت أبرآم" (تك 14: 23).
كان الرهبان ودعاء، وكانوا شجعانًا في الدفاع عن الإيمان.
من الخطأ أن تظن أن صفة الوداعة تمنعك من الشجاعة، وتحولك إلى جثة هامدة لا نخوة فيها ولا شهامة ولا حياة..! إنما اكتسب الفضائل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وضع أمامك قول الكتاب:
"الكل شيء زمان. ولكل أمر تحت السماوات وقت" (جا 3: 1).
تستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة. وتستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة كلاهما فيك. ويظهر كل منهما في الحين الحسن المناسب لها..
الوداعة ليس معناها الضعف. والقوة ليس معناها العنف.
والوداعة والقوة تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم. الإنسان الضعيف لا يمكن أن يكون صورة الله مثاله. ولكن لكي قويًا لا ينحرف إلى التهور، ولا يفقد وداعته وأدبه.
والوداعة لا تدفع إلى الخمول والطيبة لا تدفع غيرك إلى اللعب بك.
فإن كان إنسان طيبًا، ليس معنى هذا أن يلعب به الناس، ويفقد كرامته وحقوقه وهيبته.
وإلا فإن البعض سيكرهون الطيبة، ويرون أن الناس سيستغلونها ضدهم. المشكلة ليست في الطيبة، إنما في إساءة فهمها، وفي عدم مزجها بالحكمة وقوة الشخصية..
كل فضيلة تزنها بميزان دقيق. ولا تمارسها منفردة عن باقي الفضائل. وإن رأيت من نتائجها سلبيات..
اعرف أن السلبيات ليست نتيجة للفضيلة، إنما لسوء فهمها، أو لسوء استخدامها، أو لنقص الحكمة فيها.
يمكن أن تكون طيب القلب ولكن ليس معنى الطيبة أن تسلم قيادتك لغيرك. أو أن تشرك يضعف شخصية في أخطاء الآخرين. أو أنك خوفًا من أن تغضب غيرك، تشترك معه في خطأ، أو تجامله في ذنب واضح.