من تاملات سفر يشوع ..للقمص تادرس يعقوب
الله هو العامل
"اختيار يشوع"
موت موسى ليملك يشوع...
"وكان بعد موت عبد الرب أن الرب كلّم يشوع بن نون خادم موسى قائلًا: موسى عبدي قد مات، فالآن قم أعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل" .
الله الذي سبق فاختار موسى لقيادة الشعب بالانطلاق به من أرض العبودية إلى جبل سيناء حتى يتسلم الشريعة الإلهية كمرشد ومعين وسط برية هذا العالم، مؤكدًا له: "إني أكون معك" (خر 3: 12)، وهو بعينه يُعلن موت موسى وإقامة يشوع كقائد عبور ومحقق للميراث. كان لابد لموسى أن يموت ليظهر يشوع، فينتهي عهد الناموس لننعم بعهد النعمة، فإن الله هو العامل في العهدين بخطته الإلهية المتكاملة... إن سّر القوة في خدمة موسى أو يشوع إنما في الدعوة التي تقدم لهما من الله لتحقيق مقاصد إلهية.
يقول الأب قيصريوس أسقفArles : مات موسى وحكم يشوع! لقد بطل الناموس القديم وحكم يشوع الحقيقي، أي يسوع. حقًا يشهد الإنجيلي: "كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا" (لو 13: 13). هذا وقد جاء في الإنجيل "موسى" بمعنى "الناموس" إذ قيل: "عندهم موسى والأنبياء" (لو 16: 29)، أي عندهم الناموس والأنبياء، ويقول الرسول: "لكن حتى اليوم حين يُقراء موسى" (2 كو 3: 15)، أي يُقرأ الناموس. إذًا، يبطل الناموس يصعد يسوع ربنا إلى العرش. وفي تعبير أخر يقول القديس إيريناوس: كان لائقًا أن يُخرج موسى الشعب من مصر، وأما يسوع فيدخل بهم إلى الميراث. كان موسى كممثل للناموس يجب أن يتوقف، أما يشوع (يسوع) فبكونه الكلمة الذي صار جسدًا فيُبشر للشعب...
الله هو الذي دعى موسى للعمل، الآن يدعو يشوع، أو على حد تعبير الرسول بولس أن الله كلمنا قبلًا خلال الناموس والأنبياء كلمنا في هذه الأيام في ابنه (عب 1: 1).
لم يقف الأمر عند دعوة يشوع، وإنما بقى الله هو القائد الروحي الحقيقي العامل خلال يشوع، فقد أصدر له أمره "قم أُعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم".
نستطيع في شيء من التجاسر أن نقول أن هذا الأمر الإلهي يمثل عملًا رمزيًا يكشف عن العلاقة بين الآب وابنه الحبيب يسوع. فإن كان يسوع قد أطاع حتى الموت موت الصليب (في 2: 8). فقد أقامه الآب ليس كعطية خارجية يمنحه إياها، وإنما كإعلان عن قبول الصليب خلال إرادة الآب بأن يقوم الابن، فيعبر هو وشعبه نهر الأردن (مياه المعمودية)، فننال شركة الميراث الأبدي. يسوع هو القيامة ( يو 11: 25)، سبق فأعلن عن نفسه أنه صاحب السلطان أن يضع نفسه حتى الموت وأن يأخذها (يو 10: 18). من أجلنا يقبل الموت ومن أجلنا يتقبل القيامة التي هي ليست بطبيعة خارجية تمنح له، إذ هو واهب الحياة (يو 11: 25). هذا ما أعلنه رمزيًا بقول الله ليشوع: "قم أُعبر" فقد قام الابن في طاعة للآب وعبر بنا قبرنا، واهبًا إيانا قوة القيامة خلال معموديته، حتى نترنم قائلين: "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" (أف 2: 6).
لم يكن ممكنًا لموسى النبي أن يعبر الأردن ليدخل ارض الميراث، فإنه لا يحمل قوة القيامة ولا السلطان لتحطيم التنين الراكد في المياه (إش 27: 1)، أما يشوع فحمل رمز المسيح يسوع الذي يعبر بقوة محطمًا التنين وكاسرًا شوكة الموت بقيامته (رؤ 20: 2، 1 كو 15: 55).
الله هو العامل
"اختيار يشوع"
موت موسى ليملك يشوع...
"وكان بعد موت عبد الرب أن الرب كلّم يشوع بن نون خادم موسى قائلًا: موسى عبدي قد مات، فالآن قم أعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل" .
الله الذي سبق فاختار موسى لقيادة الشعب بالانطلاق به من أرض العبودية إلى جبل سيناء حتى يتسلم الشريعة الإلهية كمرشد ومعين وسط برية هذا العالم، مؤكدًا له: "إني أكون معك" (خر 3: 12)، وهو بعينه يُعلن موت موسى وإقامة يشوع كقائد عبور ومحقق للميراث. كان لابد لموسى أن يموت ليظهر يشوع، فينتهي عهد الناموس لننعم بعهد النعمة، فإن الله هو العامل في العهدين بخطته الإلهية المتكاملة... إن سّر القوة في خدمة موسى أو يشوع إنما في الدعوة التي تقدم لهما من الله لتحقيق مقاصد إلهية.
يقول الأب قيصريوس أسقفArles : مات موسى وحكم يشوع! لقد بطل الناموس القديم وحكم يشوع الحقيقي، أي يسوع. حقًا يشهد الإنجيلي: "كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا" (لو 13: 13). هذا وقد جاء في الإنجيل "موسى" بمعنى "الناموس" إذ قيل: "عندهم موسى والأنبياء" (لو 16: 29)، أي عندهم الناموس والأنبياء، ويقول الرسول: "لكن حتى اليوم حين يُقراء موسى" (2 كو 3: 15)، أي يُقرأ الناموس. إذًا، يبطل الناموس يصعد يسوع ربنا إلى العرش. وفي تعبير أخر يقول القديس إيريناوس: كان لائقًا أن يُخرج موسى الشعب من مصر، وأما يسوع فيدخل بهم إلى الميراث. كان موسى كممثل للناموس يجب أن يتوقف، أما يشوع (يسوع) فبكونه الكلمة الذي صار جسدًا فيُبشر للشعب...
الله هو الذي دعى موسى للعمل، الآن يدعو يشوع، أو على حد تعبير الرسول بولس أن الله كلمنا قبلًا خلال الناموس والأنبياء كلمنا في هذه الأيام في ابنه (عب 1: 1).
لم يقف الأمر عند دعوة يشوع، وإنما بقى الله هو القائد الروحي الحقيقي العامل خلال يشوع، فقد أصدر له أمره "قم أُعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم".
نستطيع في شيء من التجاسر أن نقول أن هذا الأمر الإلهي يمثل عملًا رمزيًا يكشف عن العلاقة بين الآب وابنه الحبيب يسوع. فإن كان يسوع قد أطاع حتى الموت موت الصليب (في 2: 8). فقد أقامه الآب ليس كعطية خارجية يمنحه إياها، وإنما كإعلان عن قبول الصليب خلال إرادة الآب بأن يقوم الابن، فيعبر هو وشعبه نهر الأردن (مياه المعمودية)، فننال شركة الميراث الأبدي. يسوع هو القيامة ( يو 11: 25)، سبق فأعلن عن نفسه أنه صاحب السلطان أن يضع نفسه حتى الموت وأن يأخذها (يو 10: 18). من أجلنا يقبل الموت ومن أجلنا يتقبل القيامة التي هي ليست بطبيعة خارجية تمنح له، إذ هو واهب الحياة (يو 11: 25). هذا ما أعلنه رمزيًا بقول الله ليشوع: "قم أُعبر" فقد قام الابن في طاعة للآب وعبر بنا قبرنا، واهبًا إيانا قوة القيامة خلال معموديته، حتى نترنم قائلين: "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" (أف 2: 6).
لم يكن ممكنًا لموسى النبي أن يعبر الأردن ليدخل ارض الميراث، فإنه لا يحمل قوة القيامة ولا السلطان لتحطيم التنين الراكد في المياه (إش 27: 1)، أما يشوع فحمل رمز المسيح يسوع الذي يعبر بقوة محطمًا التنين وكاسرًا شوكة الموت بقيامته (رؤ 20: 2، 1 كو 15: 55).