من كنوز اقوال الاباء الجزء 6

من كنوز اقوال الاباء الجزء 6

من تاملات سفر الامثال 4 ... الحكمة: إيجابيًا وسلبيًا

الأب البار يربي (أبناءه) حسنًا عندما يكون مجتهدًا في تعليم الآخرين في تناغم مع سلوكه الحسن، حتى لا يخجل سامعًا المعارضة: "فأنت إذًا الذي تُعلم غيرك ألست تُعلم نفسك؟!" (رو21:2)، بل بالأحرى يكون كالعبد الصالح الذي يخلص نفسه ويقتني الغير. عندما تصير له النعمة التي تقبلها مضاعفة، إذ يسمع: "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير" (مت21:25) +++البابا أثناسيوس الرسولي

من يقدر أن ينكر أن عطية الحياة هي عمل العظمة الإلهية؟ مكتوب "احيي عبدك". إذن يحيي من هو عبد، أي الإنسان، الذي لم تكن له حياة من قبل، بل تسلمها كعطية له +++ القديس أمبروسيوس

إن كان إنسان ما يقبل نصيحة سليمان ويهتم بالمعينة والرفيقة، أي الحكمة الحقيقية التي قيل عنها: "أحببها فتصونك"، "كرِّمها فتحتضنك" ، بهذا يعد نفسه بطريقة لائقة لمثل هذا الحب، حتى يحتفل مع الضيوف المتبتلين بالعرس مرتديًا ثوبًا بلا دنس. فلا يُطرد عندما يجلس في الاحتفال، لأنه لم يلبس ثوب العرس. +++ القديس غريغوريوس أسقف نيصص

طريق الحق واحد، لكن فيه نهر دائم الجريان، تفيض منه مجاري من كل جانب. لذلك يقول الوحي: اسمع يا ابني واقبل أقوالي، ويكون لك طرق كثيرة للحياة. أريتك طريق الحكمة فلا تنضب ينابيعك"، هذه التي تفيض من الأرض ذاتها. إنه لا توجد فقط طرق متنوعة للخلاص يستخدمها الإنسان البار، بل يُضيف (الله) طرقًا أخرى كثيرة للبار، إذ يقول: "سبل الصديقين كنورٍ مشرق" +++ القديس إكليمنضس السكندري

يقول: "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت16:5). ليس شيء مليء بالنور مثل الحوار السامي جدًا. وكما يقول أحد الحكماء: "سبل الصديقين كنور مشرق" (أم18:4)، وهم يشرقون ليس لأنفسهم وحدهم حيث يشعلون لهيب أعمالهم (المنيرة)، وليس فقط لأجل البرّ، وإنما يشرقون أيضًا على أقربائهم +++ القديس يوحنا ذهبي الفم

احفظ قلبك بكل اجتهاد، أي ليس خفية، فإنه يجب إظهار الأفكار والكشف عن الأعمال. استخدم يديك في العمل، وقلبك في التأمل في الصلاة +++ القديس مار أفرام السرياني

لنكن متحفظين بكل عناية، كما هو مكتوب: "احفظ قلبك بكل سهر". لأن أعداءنا مرعبون وماكرون - هم الأرواح الشريرة - نصارع ضدهم، وكما يقول الرسول لسنا نُصارع ضد لحم ودم، بل ضد الرئاسات، ضد القوات، ضد رؤساء عالم هذه الظلمة، ضد أجناد الشر في السماويات. ما أكثر عددهم في الهواء المحيط بنا! فإنهم ليسوا بعيدين عنّا +++ البابا أثناسيوس الرسولي

من كانت أفكاره متحررة من الهوى، ينظر باستقامة، ويكون حكمه سليمًا من الانفعال بالمظاهر الخارجية. عندما يقول "لتنظر عيناك باستقامة"، يعني بصيرة النفس +++ القديس هيبوليتس

تحتل الفضيلة مركزًا متوسطًا؛ فيُقال إن الشجاعة الناضجة هي الطريق ما بين الجسارة والجبن +++ القديس يوحنا كاسيان

الانحراف نحو اليمين هو أن يخدع الشخص نفسه فيقول إنه بلا خطية. والانحراف نحو اليسار هو أن يحيط الإنسان نفسه بخطاياه ظانًا انه لا يًصاب بضررٍ ولا يُعاقب ++ القديس أغسطينوس

وفي حديث القديس يوحنا كاسيان عن "كيف يهاجم المجد الباطل الراهب من اليمين ومن الشمال" يقول: من يصبو أن يسير قدمًا في الطريق الملكي "بسلاح البر لليمين ولليسار"، ينبغي وفق تعليم الرسول أن يمر "بمجد وهوان، وبصيت رديء وصيت حسن" (2كو7:6،8).

يسير بعناية لتوجيه مجراه المستقيم وسط أمواج التجارب المتلاطمة. وبحذر يمسك بالدفة، فيهب روح الرب، وينشر عبيره حولنا.