من كتاب حياة الرجاء +++ البابا شنوده الثالث
لا تلجأ إلي الطرق البشرية
الذي ييأس من انتظار الرب، قد يلجأ إلي الطريق البشرية. يعتمد علي الذكاء أو المكر والدهاء. كما فعلت رفقة، عندما ظنت أن الوقت قد فلت، وسوف تضيع البركة التي وعد بها ليعقوب (تك 25: 23)، فلجأت إلي طريق بشري، خدع فيه يعقوب أباه القديس اسحق (تك 27). وأيضًا أبونا إبراهيم لما يئس من انتظار الرب، لجأ إلي الطرق البشرية، فأخذ هاجر لتلد له ثم عاد إبراهيم واخذ قطورة (تك 25: 1). وكانت طرقًا مرفوضة من الرب.
والبعض حينما ييأس من انتظار الرب، قد يلجأ إلي السحرة والعرافين، وإلي طرق بشرية كاللجوء إلي استشارة الموتى!!
الأمر الذي اعتبره الرب من رجس الأمم. وقال في ذلك".. لا تتعلم أن تفعل مثل رجس تلك الأمم. لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو تبنته في النار، ولا من يعرف عرافة، ولا عائف، ولا متفائل، ولا ساحر. ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانًا ولا تابعة ولا من يستشير الموت. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب" (تث 18: 9-12) كلها طرق بشرية مرفوضة من الله. وبعضها طرق شيطانية.
ومثل ذلك من يلجأ إلي التنويم المغناطيسي، وما يعرف بالسلة. ومن يؤمن بالعمل وإبطاله، ومن يلجأ إلي من يقرأ الفنجان، ومن يقرأ الكف، ومن "يضرب الرمل "ومن "يعرف البخت"، وأمثال هذه الطرق.
إن الله يريدك أن تكون تحت قيادته: تأخذ معرفتك منه. وكثيرًا ما تغني داود النبي بأن خلاصه من عند الرب أو أن الرب نفسه قد صار له خلاصًا. والعجيب أن بعض الذين يلجأون إلي هذه الأمور يريحون ضمائرهم الثائرة عليهم أو ضمائر الناس الساخطة عليهم، بأن هذه الأمور تدخل تحت نطاق العالم، وأن الكنيسة لا يجوز لها أن تقاوم العلم!!
في الكتاب المقدس يقول الرب إن استشارة الموتى هي من رجس الأمم، وأنها مكروهة عند الرب، فيقول البعض إنها علم، ولا يجوز للكنيسة أن تقف ضد العلم!!
حتى إن كان علمًا، فهو رجس ومروه عند الرب.
والعجيب أن السحر نفسه، الذي هاجمه الكتاب. وقال الرب "لا تدع ساحرة تعيش" (خر 22: 18). وقال أن خارج الملكوت".. السحرة وعبدة الأوثان.. نصيبهم في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت" (رؤ 21: 8).. السحر يري البعض أن هناك نوعًا مقبولًا خنه يسمونه "السحر الأبيض" ولم أقرأ في الكتاب إطلاقًا عبارة "السحر الأبيض"!!
أما أنت فلا تلجأ إلي أمثال هذه الطرق، إنما لجأ إلي الله وانتظره. ومهما تأخر لا تلجأ إلي السحر وأشباهه.
إنها تعبير إما عن فشل ويأس أو هي دليل عملي علي اللجوء إلي غير الله. أو هي ضيق في القلب لا يستطيع أن ينتظر الرب. أو هي استهانة بأمر الله الصريح الوارد في (تث 18). لقد ضرب الرب شاول الملك وأماته لأنه لجأ إلي مثل هذا الطريق.. (1 صم 28). أما أنت فاستمع لأمر الرب الصريح. ولا تلجأ إلي طرق خاطئة كهذه مهما ظننت أنه قد تأخر عليك. ولكن لعل إنسانًا يسأل: إلي متى أنتظر الرب؟.