تامل من كورنثوس الاولى 13 ++ القمص تادرس يعقوب
المحبة تتأنى وترفق
طويل الأناة على الآخرين يتعلم كيف يحب الله والناس عمليًا. فإنه من أجل محبة الله لا يبالي بإهانات الآخرين أو تصرفاتهم ضده، وبهذا يسلك طريق الكمال، طريق الحب المقدس.
"المحبة تتأنى وترفق" (1 كو 4:13)
تأمل من أي نقطة بدأ الرسول، وماذا قال كأول مسبب لعظمة المحبة: "إنها طول الأناة". وطول الأناة أصل كل إنكارٍ للذات. وكما قال أحد الحكماء: "الإنسان الطويل الأناة له فهم عظيم، أما المتهور فعظيم في غبائه".
وإذا قارنا طول الأناة بمدينة حصينة وجدناها أكثر حصانة منها. فهي سلاح ماضٍ وقلعة حصينة، يمكن بسهولة أن تقف ضد كل المضايقات. وكما أن الشرارة البسيطة إذا ما سقطت في جب لا تؤذي بل تنطفئ سريعًا. هكذا كل ما يسقط على النفس الطويلة الأناة سرعان ما يتلاشى، وأما النفس فلا تضطرب. لأنه بالحق ليس هناك أقوى من طول الأناة.
قد تتكلم عن الجيوش والأموال والخيول والحصون والأسلحة أو أي شيء يمكن أن يوجد، هذا كله يمكن للغضب أن يهزمه. ذلك لكن ليس مثل التأني. لأن من ينشغل بهذه الأمور غالبًا ما يغلبه الغضب، ويصير مكتئبًا كطفلٍ تافه، ويمتلئ بالارتباك والهياج، أما المتأني فإنه كمن في ميناء، يتمتع بهدوء مملوء تعقلًا. فإن أحاطت به الخسارة، يكون كالصخرة لا يتحرك، وإن شُتم يكون كالقلعة لا يهتز، وإن ضرب بالعصا فلن يُجرح لأنه أصلب من الماس.
+ أما بولس فلم يقف عند هذا الحد، بل أضاف أيضًا إحدى خصائص المحبة قائلًا "تترفق". لأن هناك من يمارسون طول الأناة، ليس إنكارًا لذواتهم، وإنما لمعاقبة من أثاروهم لكي يفجّروا فيهم الغضب، لهذا يقول بأن المحبة لا تقبل هذا الانحطاط،لذلك أضاف "المحبة تترفق". فهو لا يقصد بطول الأناة إشعال النار فيمن أثاروا الغضب بمعاملتنا لهم بطول الأناة، بل بقصد إخماد الغضب وإبادته. فلسنا نعالج الألم ونشفي جراحات الغضب باحتمالنا الآخرين بنبلٍ، بل احتمالنا لهم بلطف وتعزية ++ القديس يوحنا الذهبي الفم
+ كيف يقدر أن ينال كمال نقاوة القلب من لا ينفذ الوصايا التي يظهرها الرسول: "احملوا بعضكم أثقال بعضٍ، وهكذا تّمموا ناموس المسيح" (غل 2:6)، ومن ليس لديه فضيلة المحبة التي هي: "لا تُقبِح... ولا تحتدُّ... ولا تظنُّ السوءَ... وتحتمل كلَّ شيءٍ... وتصبر على كل شيءٍ" (1 كو 4:13-7)؟! لأن "الصدّيق يراعي نفسه بهيمتهِ، أما مراحم الأشرار فقاسية" (أم 10:12) ++ الأب شيريمون
+ حيث أن الحب الحقيقي هو أن نحب الكل، فإن عرف أحد أنه يبغض لو شخصًا واحدًا يلزمه أن يسرع ويتقيأ هذه اللقمة المرة حتى يتهيأ لقبول عذوبة الحب نفسه. ++ الأب قيصريوس أسقف آرل
+ سأل أخ شيخًا: إني أريد أن أستشهد من أجل الله. فأجابه: "من احتمل أخاه في وقت الشدة، فذاك أصبح داخل أتون الثلاثة فتية".++ القديس بالاديوس
+ من احتمل ظلمًا من أجل الرب يعتبر شهيدًا. ++ القديس الأنبا موسى الأسود
+ إن طول الروح هو صبر، والصبر هو الغلبة، والغلبة هي الحياة، والحياة هي الملكوت، والملكوت هو الله. البئر عميقة ولكن ماؤها طيب عذب. الباب ضيق كرب، ولكن المدينة مملوءة فرحًا وسرورًا. البرج شامخ حصين ولكن داخله كنوزًا جليلة. ++القديس مقاريوس الكبير
+ إن كان الشخص يغضب بكونه إنسانًا، فإنه يضع حدًا للغضب بكونه مسيحيًا. ++ القديس إيرونيموس
+ أتى أخوة إلى القديس أنطونيوس وقالوا له "يا أبانا قل لنا كيف نخلص؟"
فقال لهم: "هل سمعتم ما يقوله الرب... من لطمك على خدك الأيمن حول له الأيسر؟"
فقالوا له: "ما نطيق ذلك".
فقال لهم: "إن لم تطيقوا ذلك فاصبروا على اللطمة الأولى".
قالوا له: "ولا هذه نستطيع".
فقال لهم: "إن لم تستطيعوا فكافئوا من يظلمكم".
فقالوا له: "ولا هذا نستطيع".
فما كان من القديس إلا أن دعا تلميذه وقال له "اصلح لهم مائدة واصرفهم لأنهم مرضى. إن هذا لا يطيقون، وذاك لا يستطيعون، ووصايا الرب لا يريدون. فماذا أفعل لهم؟!" ++ القديس بالاديوس
المحبة تتأنى وترفق
طويل الأناة على الآخرين يتعلم كيف يحب الله والناس عمليًا. فإنه من أجل محبة الله لا يبالي بإهانات الآخرين أو تصرفاتهم ضده، وبهذا يسلك طريق الكمال، طريق الحب المقدس.
"المحبة تتأنى وترفق" (1 كو 4:13)
تأمل من أي نقطة بدأ الرسول، وماذا قال كأول مسبب لعظمة المحبة: "إنها طول الأناة". وطول الأناة أصل كل إنكارٍ للذات. وكما قال أحد الحكماء: "الإنسان الطويل الأناة له فهم عظيم، أما المتهور فعظيم في غبائه".
وإذا قارنا طول الأناة بمدينة حصينة وجدناها أكثر حصانة منها. فهي سلاح ماضٍ وقلعة حصينة، يمكن بسهولة أن تقف ضد كل المضايقات. وكما أن الشرارة البسيطة إذا ما سقطت في جب لا تؤذي بل تنطفئ سريعًا. هكذا كل ما يسقط على النفس الطويلة الأناة سرعان ما يتلاشى، وأما النفس فلا تضطرب. لأنه بالحق ليس هناك أقوى من طول الأناة.
قد تتكلم عن الجيوش والأموال والخيول والحصون والأسلحة أو أي شيء يمكن أن يوجد، هذا كله يمكن للغضب أن يهزمه. ذلك لكن ليس مثل التأني. لأن من ينشغل بهذه الأمور غالبًا ما يغلبه الغضب، ويصير مكتئبًا كطفلٍ تافه، ويمتلئ بالارتباك والهياج، أما المتأني فإنه كمن في ميناء، يتمتع بهدوء مملوء تعقلًا. فإن أحاطت به الخسارة، يكون كالصخرة لا يتحرك، وإن شُتم يكون كالقلعة لا يهتز، وإن ضرب بالعصا فلن يُجرح لأنه أصلب من الماس.
+ أما بولس فلم يقف عند هذا الحد، بل أضاف أيضًا إحدى خصائص المحبة قائلًا "تترفق". لأن هناك من يمارسون طول الأناة، ليس إنكارًا لذواتهم، وإنما لمعاقبة من أثاروهم لكي يفجّروا فيهم الغضب، لهذا يقول بأن المحبة لا تقبل هذا الانحطاط،لذلك أضاف "المحبة تترفق". فهو لا يقصد بطول الأناة إشعال النار فيمن أثاروا الغضب بمعاملتنا لهم بطول الأناة، بل بقصد إخماد الغضب وإبادته. فلسنا نعالج الألم ونشفي جراحات الغضب باحتمالنا الآخرين بنبلٍ، بل احتمالنا لهم بلطف وتعزية ++ القديس يوحنا الذهبي الفم
+ كيف يقدر أن ينال كمال نقاوة القلب من لا ينفذ الوصايا التي يظهرها الرسول: "احملوا بعضكم أثقال بعضٍ، وهكذا تّمموا ناموس المسيح" (غل 2:6)، ومن ليس لديه فضيلة المحبة التي هي: "لا تُقبِح... ولا تحتدُّ... ولا تظنُّ السوءَ... وتحتمل كلَّ شيءٍ... وتصبر على كل شيءٍ" (1 كو 4:13-7)؟! لأن "الصدّيق يراعي نفسه بهيمتهِ، أما مراحم الأشرار فقاسية" (أم 10:12) ++ الأب شيريمون
+ حيث أن الحب الحقيقي هو أن نحب الكل، فإن عرف أحد أنه يبغض لو شخصًا واحدًا يلزمه أن يسرع ويتقيأ هذه اللقمة المرة حتى يتهيأ لقبول عذوبة الحب نفسه. ++ الأب قيصريوس أسقف آرل
+ سأل أخ شيخًا: إني أريد أن أستشهد من أجل الله. فأجابه: "من احتمل أخاه في وقت الشدة، فذاك أصبح داخل أتون الثلاثة فتية".++ القديس بالاديوس
+ من احتمل ظلمًا من أجل الرب يعتبر شهيدًا. ++ القديس الأنبا موسى الأسود
+ إن طول الروح هو صبر، والصبر هو الغلبة، والغلبة هي الحياة، والحياة هي الملكوت، والملكوت هو الله. البئر عميقة ولكن ماؤها طيب عذب. الباب ضيق كرب، ولكن المدينة مملوءة فرحًا وسرورًا. البرج شامخ حصين ولكن داخله كنوزًا جليلة. ++القديس مقاريوس الكبير
+ إن كان الشخص يغضب بكونه إنسانًا، فإنه يضع حدًا للغضب بكونه مسيحيًا. ++ القديس إيرونيموس
+ أتى أخوة إلى القديس أنطونيوس وقالوا له "يا أبانا قل لنا كيف نخلص؟"
فقال لهم: "هل سمعتم ما يقوله الرب... من لطمك على خدك الأيمن حول له الأيسر؟"
فقالوا له: "ما نطيق ذلك".
فقال لهم: "إن لم تطيقوا ذلك فاصبروا على اللطمة الأولى".
قالوا له: "ولا هذه نستطيع".
فقال لهم: "إن لم تستطيعوا فكافئوا من يظلمكم".
فقالوا له: "ولا هذا نستطيع".
فما كان من القديس إلا أن دعا تلميذه وقال له "اصلح لهم مائدة واصرفهم لأنهم مرضى. إن هذا لا يطيقون، وذاك لا يستطيعون، ووصايا الرب لا يريدون. فماذا أفعل لهم؟!" ++ القديس بالاديوس