من تاملات سفر نشيد الانشاد للانبا يوأنس
"حبيبى لى وأنا له"
"حبيبى لى وأنا له الراعى بين السوسن. إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال أرجع وأشبه يا حبيبى الظبي أو غفر الأيائل على الجبال المشبعة"(2: 16, 17).
بالتجسد الإلهى نزل ابن الله الكلمة إلى النفس البشرية ليخطبها لذاته.. وبقيامته المقدسة دعاها للقيام معه وبه وبلا خوف من سلطان الخطية, لكنه طلب إليها أن تحذر الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم.. استجابت العروس لدعوة العريس "قومى.. وتعالى"، وهكذا دخلت وليمة عرس الصليب والقيامة لتنعم بالاتحاد معه، فأخذت تناجيه قائلة "حبيبى لى وأنا له".
اختبر القديس أغسطينوس هذة الحياة فيقول في مناجاته لله:
"إلهى. إننى إذ أتأمل ضميرى، أراك ناظرًا نحوى دائمًا، ومنتبها إلى نهارًا وليلًا بجهد عظيم ، حتى كأنه لا يوجد في السماء ولا على الأرض خليقة غيرى. تسهر على وكأنك قد نسيت الخليقة كلها! تهبنى عطاياك، كأنى وحدى موضوع حبك!" ويقول أيضا.. "أتوسل إليك أخبرنى أين أنت؟! أشتهى الموت لكى أراك. إننى لا أريد العيش بعد لكى أحيا بك. امتلكنى بكليتى فألتصق بك تماما"!!