الجسد نهر نعبره! ++ من أقوال الأنبا أنطونيوس
إن كان الذين تلزمهم الضرورة أن يعبروا أنهارًا واسعة، هؤلاء متى كانوا متيقظين يحافظون على حياتهم، لأنه حتى وإن كانت الأمواج هائجة أثناء إبحار قواربهم، فإنهم يُنقذون أنفسهم بأن يمسكوا بأي شيء على الشاطئ، أما إن كانوا سكارى، فإنهم وإن قاموا بمحاولات لا حصر لها لكي يسبحوا إلى الشاطئ، فإن الخمر يغلبهم، فيغرقون وسط الأمواج ويفارقون الحياة. هكذا النفس أيضًا ...إن سقطت بين أمواج هائجة وسط دوامة تيارات الحياة، فإنها بجهادها الذاتي لا تقدر أن تتغلب على محبة الجسد كما تعجز عن أن تعرف (بذاتها) أنها نفس إلهية خالدة مرتبطة بجسد مادي قابل للموت مملوء شهوات... وإن هذا هو محك لاختبارها، فإن سمحت لنفسها أن تتلوث بالشهوات الجسدية فإنها تهلك ويكون هلاكها وخروجها من دائرة الخلاص نتيجة إهمالها وسكرها بالجهل واستخفافها بالصلاح. إن الجسد كنهر غالبًا ما يبتلعنا بالملذات الدنيئة.