عن سفر نشيد الانشاد +++ البابا شنودة الثالث




تامل من سفر نشيد الانشاد +++ البابا شنودة الثالث

إن التفسير الحرفي لسفر النشيد بمفهوم جسداني هو تفسير مُنَفِّر ولا يتفق مع روح الوحي، ولا مع مدلول الالفاظ.
وهذ السفر لا يصلح إلا للمتعمقين في الروح، الذين لهم عمق في التأمل، والذين لا يأخذون الألفاظ بفهم سطحي. إنه ليس للمبتدئين، بل للناضجين. وقديما لم يكن أحد يقرأه الإ بإذن وبأشراف أبيه الروحي.

عبارة "جميلة كالقمر" لا يمكن أن تتمشي مع عبارة" أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم" (نش 5: 1).
فكيف تكون سوداء "كخيام قيدار"، وفي نفس الوقت جميلة كالقمر؟!، والقمر في جماله ليس فيه سواد.
ولكن السوداء – في المفهوم الرمزي – هي كنيسة الامم.
التي لم تكن تنتمي الي الآباء والأنبياء، وكانت غريبة عن رعوية الله وعن العهود والمواعيد والشريعة. وبلا رجاء (أف2: 12). ولكنها صارت جميلة كالقمر، بالبر الذي نالته في المسيح، وصار جمالها كاملًا ببهائه الذي جعله عليها (حز 14: 16) وبذمه الذي محا خطاياها.
فهي تخاطب مؤمني العهد القديم "بنات اورشليم" وتقول لهن "أنا سوداء وجميلة يا بنات اورشليم".. سوداء في اصلي وماضي، وجميلة في حاضري